«ياما في السجن مظاليم» مثل نسمع به ونعرفه واليوم نراه ينطبق على وضعية شاب وجد نفسه مسجونا منذ أكثر من سنة دون أن يكون له علاقة بالحادثة التي وقعت منذ مدة ليست بالقصيرة والحقيقة أننا لم نتناول هذا الموضوع إلا لاقتناعنا بحديث الأم التي اتصلت بنا بمكتبنا وقصت علينا حكاية ابنها من ألفها إلى يائها وقدمت لنا كل المستندات التي تؤيد كلامها. قالت زهرة العكاري القاطنة بمدينة المنستير «إن شقيق زوجي توفي إثر جريمة قتل وإن أحد المتهمين في القضية وبعد خروجه من السجن إثر قضائه فترة عقوبته تعرض إلى حادثة اعتداء بالعنف الشديد ولأنه لا يعرف المعتدين الذين كانوا ملثمين فقد تقدم بشكوى واتهم فيها ابني استنادا إلى أنه الوحيد الذي يمكنه أن يقوم بذلك كرد فعل لما حصل لعمه وقد عرفت القضية طريقها في ما بعد إلى العدالة وتم إيقاف ابني وإيداعه السجن المدني بالمنستير».
وأضافت زهرة روايتها بالقول «في أول جلسة مكافحة تفاجأ المتضرر بأن الذي يقف أمامه متهما في القضية لا يشبه الشخص الذي اعتدى عليه من حيث ضخامة الجسم واعترف بذلك أمام حاكم التحقيق وكنت أنتظر أن يتم الإفراج عنه بعد توضح الرؤية لكن شيئا من ذلك لم يحصل وتواصل سجن ابني إلى حد اليوم رغم أن الشاكي قدم اعترافا مكتوبا لوكيل الجمهورية قال فيه إن الموقوف على ذمة قضيته ليس هو المقصود ولا يعرفه ولا يرغب في تتبعه عدليا ....».
الأم زهرة قالت إن لبسا حصل في الموضوع وإن المتضرر اقتنع بأن من اعتدى عليه لا يشبه جسديا ابنها أكرم القابع في السجن وعليه تدارك أمره وأدلى بشهادته أمام حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالمنستير أثناء المكافحة ثم قدمها مكتوبة ومعرفة في البلدية وهي تتساءل لماذا لم يتم الإفراج عن ابنها أو تقديمه إلى المحاكمة بعد مرور أكثر من سنة على إيقافه فهو متزوج وله بنت صغيرة وزوجته مريضة وكل المستندات التي بحوزته تثبت براءته من القضية التي وجد نفسه متورطا فيها غصبا عنه».
زهرة أكدت لنا أن ابنها الذي لعب دورا كبيرا في إنقاذ المساجين عند ما اندلع الحريق في السجن السنة الماضية فقد الأمل في كل المحيطين به ودخل في إضراب جوع وخاط فمه منذ أيام قليلة احتجاجا على وضعه وقد قابله وكيل الجمهورية ووعده بدراسة ملفه من جديد والاطلاع على الوثائق الموجودة فيه وإنصافه في أقرب الآجال وهي تستغل هذه المساحة لتناشد وزير العدل وكل من يهمهم الأمر أن ينظروا إلى ابنها بعين الرحمة وأن يخرجوه من سجنه وهي مستعدة للعودة به ليمثل أمام القضاة في المحكمة عند استدعائه إلى حين يتم إغلاق ملف القضية بصفة نهائية.