رداءة البنية التحتية بجهة بوسالم اثرت بشكل كبير على حياة المتساكنين وسببت لهم عزلة كبيرة ومعاناة عميقة وخاصة عندما تغيب الجسور فيجدون انفسهم في مواجهة بطش المياه وحصار الاودية. رغم ما يشكله نهر بوهرتمة من مخاطر على مدينة بوسالم وما يمكن أن يسببه من اعتداءات متكررة مع كل شتاء فإن التدخل البشري للحد من مخاطره لم يكن بالشكل الكافي وبطريقة صحيحة وجدية تخلص السكان من هاجس الخوف وخطر المياه الذي يهددهم وخاصة بالنسبة الى دوار «القطوس» الذي عانى سكانه من غياب جسر على نهر بوهرتمة.
غاب التدخل وحضرت المعاناة...
«دوار القطوس» الذي لا تفصله عن مدينة بوسالم سوى 02 كلم لم يتمتع سكانه بجسر على مستوى نهر بوهرتمة مما جعل السكان وعددهم قرابة 1500 عائلة لتجمعات : المباركية – الطرشان – الروابحية – الزوايتية – القنطرة ) يعيشون عزلة خاصة في فصل الشتاء والذي تتحول فيه حياة هذه التجمعات السكنية لجحيم وسوء حال.
مخاطر سكة القطارات..
سكان المنطقة وأمام غياب جسر على بوهرتمة يسهل تنقلهم أصبحوا يتنقلون على القدمين باعتماد سكة القطارات المارة بالقرب من موضع الجسر الغائب وفي ذلك خطر محدق قال عنه عدد من السكان أنه تسبب في بعض المرات في حوادث مرورية قاتلة فوق السكة التي تمر فوق نهر بوهرتمة كما أن فريق آخر ولقضاء شؤونهم بمدينة بوسالم يغيرون الوجهة ويسلكون طريقا جديدا عبر الطريق المغاربية وطريق بلطة لتصبح المسافة الجديدة في حدود 10 كلم تقريبا وفي ذلك مضيعة للوقت والمال وتعطل لقضاء الشؤون.
حلم التمتع بجسر يخلص السكان من المعاناة كاد يتحقق يوما حسب السكان حين تم تركيز حضيرة لبناء جسر وقدمت الشاحنات محملة بالوسائل اللازمة ولكن مقاولات البناء سرعان ما غادرت المكان بلا رجعة فتبخر الحلم وتواصلت المعاناة إلى اليوم وظل السكان ينتظرون الفرج الذي قد يأتي أو لا يأتي في ظل غياب إرادة صادقة تخلصهم من المعاناة رغم تكرر نداءات الإستغاثة وظهور حالة الرعب والخوف التي يعيشها السكان.
سكان دوار «القطوس» الذي تعطلت مصالحهم جميعا سواء عمال أو موظفين أو تلاميذ وطلبة أو مرضى ينتظرون لفتة كريمة تخلصهم من غول النهر المتربص بهم ومن غول السكة التي يعبرون فوقها والتي تحمل مع كل عبور خطرا وهاجسا زواله صار مسؤولية الأيادي الفاعلة والإرادة الصادقة في تجاوز هذه المعضلة.