شكّل نهر مجردة هاجسا لسكان مدينة بوسالم منذ عهود بسبب فيضاناته المتكررة في كل فصل شتاء وما يمكن ان يسببه من أضرار للمساكن والحقول الفلاحية وفي البال الفيضان الكارثي الذي اجتاح مدينة بوسالم سنة 2003 وأضرّ بالبناءات والحقول وهجّر عديد العائلات نحو مدينة «الروماني». وإذا كانت الارقام والاحصائيات تؤكد الاعتداءات الصارخة لنهر مجردة مع كل موسم ممطر فإن التدخلات كانت تصبّ في خانة الحدّ من هذا الاعتداء والاستنفار الأقصى لتسلّم المدينة وأهاليها من خطر محدق بها في كل حين. والتدخل هذا تقوده مصالح مختلفة بالجهة بين بلدية وولاية ومعتمدية وديوان مجردة وديوان التطهير وغيرها وقد شمل وجهين ظهرا للعيان في الموسمين الأخيرين والوجه الأول يتمثل في إحداث متنفّس لنهر مجردة على مستوى منطقة «بئر لخضر» يكفل التخفيض من المياه وإبعادها عن مجرى النهر عند الفيضانات وهو ما قلص نسبيا من مغادرة النهر لمجراه. وأما الوجه الثاني فيتمثل في تنظيف مجاري النهر من الاوحال والتراكمات والأشجار على مستوى الجسر العابر لمدينة بوسالم وبعض المجاري التي تحاذيها التجمعات السكنية المهددة بالفيضانات. أهالي مدينة بوسالم وبقدر استبشارهم بهذه التدخلات فإنهم يأملون في تدخل أفضل يخلصهم نهائيا من شبح مخاطر مجردة خاصة امام التقدّم العلمي وامكانية التوصل الى حلّ جذري يبعد الهواجس والأخطار بلا رجعة.