ما حدث هو جريمة مخطط لها وليست صدفة وقد لا تكون الأخيرة، أنها ترجمة عملية وتنفيذ للخطاب السياسي لمن يحكمون اليوم الذين ما انفكوا يحرضون على المعارضة بمختلف أطيافها وهو يذكرني بما حدث في التسعينات في الجزائر واذا لم يوضع حد نهائي لخزانات العنف فانا أتوقع ان القادم سيكون أخطر وان الاغتيال سيطال كتّابا وحقوقيين، الشاعر منصف المزغني قال :«بدأ المسلسل الثأري هذا صباح أسود وسيكون السادس من فيفري يوما مشهودا في احداث تونس لا أستطيع القول الا بأن العنف قد بدأ وان لا أحد يضمن الأمان حكما ومعارضة وشعبا ولقد كان شكري بلعيد رجلا شجاعا واعتبر اغتياله حلقة في مسلسل ثأري لا ثوري وقد لا ينتهي وكم نحن فقراء الى الحكمة السياسية فقد كثر المجانين يا بلادي وما أحلى الثورة وما أغلاك أيتها الحرية. المسرحي حمادي الوهايبي رئيس الاتحاد العام للفنانين التونسيين «الاحزاب الدينية مسؤولة على الفتنة جئت من القيروان لأطالب باستقالة علي العريض وزير الداخلية كمواطن اذ لم تتحمل الوزارة مسؤولياتها في الدفاع وحماية الشخصيات الوطنية وهذا مطلبي العاجل فلا يمكن ان يقود الوزارة شخصية محسوب على حزب سياسي لا بد أن يكون الوزير شخصية مستقلة ثانيا لا بد أن تتحمل الاحزاب الدينية مسؤوليتها في تأجيج نار الفتنة في البلاد واذا لم نوقف هذا النزيف فلن تقف عند شكري بلعيد فغول العنف والاغتيال اذا انطلق لن يقف عند حد والبلاد لم تعد تتحمل هذا الانفلات في صناعة العنف الذي نلاحظه في صفحات «الفايس بوك» وفي لافتات بعض التجمعات التي تدعو علنا الى تصفية الخصوم السياسيين ويصبح الاغتيال في هذه الحالة ترجمة لهذه الدعوات».
الدكتور عفيف البوني قال :«بداية المأساة رحم الله الفقيد شكري بلعيد واعتبر ان ما حدث هو اغتيال سياسي مدبر لمناضل مثقف وزعيم تم من طرف مأجور أو مأدلج بالكراهية والتعصب لكن المسؤول عن حدوث ظاهرة الاغتيال السياسي لتونس وللتونسيين اليوم ليس ذلك الفرد على شناعة ما ارتكبه بل القاتل الحقيقي هو من نظر للفتنة بين التونسيين بخلطه السياسة بالدين والتعصب العامي وبتوظيفه المال السياسي العابر للحدود أعني من نظر للفكر التكفيري ونعت المتعصبين باسم مستحدث هو «الاسلاميون» تمييزا عن غيرهم من التونسيين المسلمين انها بداية مأسة تذكرنا بما حدث للأشقاء في الجزائر مأساة أرادها زراعو الفتنة للتونسيين وذلك عندما عملوا على تدنيس إسلامنا المالكي الزيتوني بسلفية جاهلة وهابية تنتشر بالمال النفطي أو المال السياسي أصحاب الفتنة الجديدة مرة أخرى يلجؤون إلى المزج بين السياسة والدين بينما الأصل الدين للمؤمنين والسياسة للمواطنين».