400 مليار هي خسائر عملية اغتيال المناضل شكري بلعيد في الاقتصاد التونسي حسب ما أكد لنا عدد من رجال الأعمال هذا بالاضافة إلى نزول حاد في البورصة خلال أول أمس وأمس. اجتمع أمس المكتب التنفيذي لاتحاد الاعراف لدراسة الحلول الممكنة لإيقاف نزيف الانهيار الاقتصادي الذي شهدته تونس أما رئيس منظمة رجال الأعمال «كوناكت» طارق الشريف فقد أكد بدوره ل «الشروق» أن هذه الأحداث الأخيرة أثرت سلبا على الاقتصاد التونسي ويجب أن يتحد الجميع من رجال مال واقتصاد لإخراج البلاد من عنق الزجاجة وأضاف أنه من أهم مؤشرات الانهيار الاقتصادي هي إيقاف الاستثمارات الوطنية والدولية وسحب حجوزات قطاع السياحة.
ومن جهته قال رجل أعمال أن خبر الغاء عديد الاستثمارات الخارجية نزل كالصاعقة على قطاع شركات المبادلات الاقتصادية وتأثرت صورة تونس خارج الحدود وهذا لا يساعد على أي مبادلات تجارية فالجميع ينظر إلينا نظرة دونية وكأننا نعيش في أفغانستان والجميع خائف على أمواله وإستثماراته وهذا حقهم في ظل توتر الأحداث وخاصة أن البورصة انهارت ب 3 ٪.
400 مليار
قالت ليلى خياط سيدة الأعمال والرئيسة الشرفية للمنظمة العالمية لسيدات الأعمال وقائمة بمهمة لدى المؤسسات الدولية أن منظمتها تستنكر بشدة العنف الذي تتعرض لها البلاد منذ مدة وآخرها اغتيال شكري بلعيد المناضل اليساري مضيفة أن هذه العملية أثرت سلبا على الاقتصاد الوطني وحسب المعطيات التي تمتلكها فقد وصلت الخسائر الى حوالي 400 مليار وهذا مؤشر خطير جدا على الوضع الحالي لاقتصاد البلاد.
وأضافت «خياط» أن تناول كل وسائل الاعلام الدولية لموضوع إغتيال شكري بلعيد أثر سلبا على صورة تونس ويراها المستثمرون قاتمة ومخيفة هذا بالاضافة لأعمال العنف الأخيرة التي شهدتها البلاد وغلاء الأسعار باختصار كل هذه الظروف ساعدت على هروب رجال الأعمال إلى أماكن أخرى أكثر هدوءا وأمانا.
وأفاد رجل الأعمال عبد اللطيف الفخفاخ أن الوضع الاقتصادي في خطر وهناك توقف شبه كليّ للتصدير وللمبادلات التجارية ولحسن الحظ مازال تصدير زيت الزيتون هو الأمل الوحيد لدينا رغم أن الشركات المختصة فيه تعدّ على الأصابع لذلك يجب فعلا أن نتحد من أجل تونس وهنا أتوجه لرجال الأعمال الوطنيين للبحث عن حلّ يخرجنا من هذه الأزمة الاقتصادية الخطيرة وهذه صيحة فزع أطلقها ليسمع صداها.
السياحة تعاني
معاناة جديدة لقطاع السياحة تتمثل في إيقاف عدد كبير من الحجوزات التي كانت مقررة في هذه الفترة وإلغاء عدد آخر منها حسب ما أكده لنا أحد رجال الأعمال الذي يملك استثمارات في هذا المجال مؤكدا في هذا السياق أن الخسائر ستكون وخيمة على وكالات الأسفار التي تعاني بدورها عديد المصاعب ما بعد أحداث 14 جانفي لتجد نفسها مجددا أمام مآزق أخرى، وسيكون هناك اجتماع عاجل مع أهل القطاع لإيجاد بعض الحلول المؤقتة التي قد تحدّ من نزيف الخسائر.