صادق...دافع على المحتاج والفقير... متواضع ذكي وله حدس سياسي قوي...دافع عن الحق ودافع عن المظلوم...شجاع لا يخاف الموت تصدى للديكتاتورية والاستبداد ...قيادي منذ طفولته...هذا ما أجمع عليه رفاق الفقيد شكري بلعيد . رفاق المناضل والحقوقي والسياسي شكري بلعيد والمقربون منه لا يمكن حصرهم لأنه كان محبوبا لدى الكثير. «الشروق» حاورت عددا من رفاق الفقيد بلعيد لمعرفة لحظات الأفراح والأتراح التي عاشوها معه.
من اللحظات الأليمة والحزينة التي عاشها الأستاذ عبد الناصر العويني مع رفيقه الفقيد شكري بلعيد الذي كان من بين أترابه هي حادثة 2002 إذ يقول الاستاذ العويني ان الفقيد تعرض في هذه السنة الى اعتداء شنيع على يد أحد أعوان الأمن وذلك ببطحاء محمد علي مؤكدا أنه تعرض في عديد المناسبات الى المواجهة المباشرة مع البوليس الذي كان يعتدي بقوة على السياسي شكري بلعيد ورغم ذلك بقي يدافع عن مبادئه. وذكر الأستاذ عبد الناصر العويني أنه كان يعرف الفقيد منذ الطفولة مشيرا إلى أن شكري بلعيد عرف بتواجده ومشاركته في جميع المجالات حيث كان قياديا في الحركة الطلابية وقدوة لرفاقه وللمقربين منه. وأشار الأستاذ العويني إلى أنه جمعته بالأستاذ شكري بلعيد نفس المواقف والمبادئ إلى جانب وقوفهما معا ومساندتهما لضحايا قضية الحوض المنجمي.
دافع عن 600 سلفي
«أعرفه منذ ثلاثين سنة ...جمعنا خط نضالي واحد...لدينا نفس المبادئ ونفس الأهداف...اختلفنا في بعض المسائل خاصة مسألة دفاعه عن السلفيين هذا ما قاله الأستاذ محمد الهادي العبيدي الذي كان يبكي وكان الكل يعزيه. وأضاف الأستاذ العبيدي أن المنتمين إلى التيار السلفي كانوا يكفرونه الا أنه لم يتوان في الدفاع عنهم مؤكدا أنه دافع عن حوالي 600 سلفي دون مقابل مادي وقد كان يصور الملفات منذ التحقيق إلى التعقيب إلى جانب شرائه لطوابع المحاماة دون أن يكترث بظروفه المادية التي كانت متواضعة. وأضاف الأستاذ محمد الهادي العبيدي أنه كان يختلف مع الفقيد في مسألة الدفاع عن السلفيين إلا أن الفقيد كان يصرّ على أنهم مواطنون ويحق لهم التعبير عن رأيهم بكل حرية مشيرا إلى أن الأستاذ شكري بلعيد كان دائما يعلمه بأن مهمة المناضل ليست سهلة وأنه يجب إن يدافع عن جميع التونسيين وهنا قال الأستاذ العبيدي أن رفيقه الفقيد كان على حق لأن الشعب التونسي توحد من الشمال الى الجنوب بوفاته. وأكد الأستاذ محمد الهادي العبيدي أن الأستاذ شكري بلعيد كان محبوبا من قبل الكثير ولم يكن مكروها إلا من قبل المجموعات التكفيرية التي تعتبر أن الدفاع عن الديمقراطية كفر مضيفا أن السياسي شكري بلعيد كان من بين المدافعين عن التنوع والتعددية والحرية والديمقراطية في كنف السلم.
قيادي منذ طفولته
أعرف الفقيد شكري بلعيد منذ سنة 1980 وقد كان ناشطا في الحركة التلمذية بالوردية زمن حكومة مزالي ثم انضم الى تحركات الاتحاد العام لطلبة تونس ثم التحق بقطاع المحاماة وهناك بدأ يدافع عن المضطهدين والمظلومين هذا ما قاله المحامي رضا بالحاج الذي التقيناه في منزل والد الفقيد شكري بلعيد بجهة «جبل الجلود». وأضاف الاستاذ رضا بالحاج أن من بين اللحظات التي بقيت عالقة في ذهنه هي اجتماع رئيس حركة نداء تونس الاستاذ الباجي قائد السبسي بالفقيد شكري بلعيد، وذلك بقصر الحكومة بالقصبة عندما كان السبسي يشغل خطة رئيس حكومة آنذاك. حيث قال الاستاذ رضا بالحاج ان الحوار الذي جمعهم كان فيه الفقيد شكري بلعيد واضحا وصريحا وقد احترمه الاستاذ الباجي قائد السبسي على صراحته ووضوحه.
من رفاق الفقيد شكري بلعيد الاستاذ بشير الطرودي الذي التقيناه ببهو قصر العدالة بالعاصمة الذي قال «إن الفقيد كان أصغرهم سنا ولكنه يفوقهم حماسا واستعدادا للنضال كلما كان النضال ضد القوى الرجعية».
وأضاف الاستاذ الطرودي أن الفقيد كان مناضلا تقدميا دافع عن المساواة التامة والفعلية بين كل الناس وحيث كان خلال فترة تعليمه بالجامعة وعندما أصبح محاميا لا يتوانى عن التعبير عن موقفه والافصاح به بكل حرية ووضوح.
ومن اللحظات التي مازال الاستاذ الطرودي يتذكرها الاجتماع العام الذي نظمه حزب «الوطد» بتاريخ 27 ديسمبر 2010 وقال خلاله الفقيد شكري بلعيد ان موعد رحيل الطاغية وعصابته قد قرب وأن لحظة تحرر الشعب التونسي قد اقتربت.
جنازة وطنية للفقيد
أكد العميد شوقي الطبيب أنه ستشيع جنازة الفقيد اليوم بمقبرة الجلاز وسيشرف عليها الجيش الوطني الذي سيتولى تأمين هذه الجنازة من الناحية الأمنية. واعتبر العميد أن اغتيال المحامي والسياسي شكري بلعيد هي عملية ارهابية استطاع من خلالها الجبناء والقتلة ايقاف قلبه عن الخفقان. وأضاف العميد أن بنات الفقيد هم بنات جميع المحامين وزوجته أختهم جميعا ووالده والدهم جميعا مؤكدا أن زميله شكري بلعيد عرف بدفاعه عن الحقوق والحريات وعن المظلومين والفقراء وتربطه به علاقة طيبة.