يبدو أن الأزمة المصرية في الذكرى الثانية لثورة 25 جانفي تدخل تدريجيا في نفق مسدود وتتحول من يوم إلى آخر إلى كتل متأججة من نار الغضب والغليان المتصاعدين في سماء القاهرة تاركة أسئلة حارقة وحائرة حول مآلات هذه الأزمة وتداعياتها المحتملة. وهذه التداعيات لا يبدو في الحقيقة أنها عابرة بل إن خيوطها تلوح متشابكة ومعقدة خاصة مع ارتفاع منسوب التوتر وتصاعد الاحتجاجات وموجة العنف بين الفرقاء المصريين مما يهدد بانتكاسة كبيرة في مسار الانتقال الديمقراطي في مصر وخلاصة هذا المشهد المصري المرتبك والمتصاعد تنذر في واقع الأمر بسيناريوهات خطيرة لا سيما مع فقدان النظام الحاكم في مصر القدرة على إدارة البلاد فضلا عن إصرار الشعب المصري على المضي بثورته قدما مدفوعا بشحنة ثورية مشتعلة يصعب إخماد لهيبها... فإلى أين ستستقر هذه الأزمة إذن وهل سينجح الشعب المصري في قيادة انتفاضته إلى برّ الأمان أم أن مصر ستبقى ساحة لصراع متصاعد بين المعارضة والاخوان؟