عكس اليوم الاول للإضراب العام الجهوي الذي شهد بعض الحركية فان يوم امس ساد الشلل جميع المؤسسات العمومية وحتى الخاصة باستثناء الحركية الدؤوبة اثناء القيام بجنازة رمزية للراحل شكري بلعيد.. وقد بدت سليانة مدينة اشباح صباح يوم امس باستثناء بعض المقاهي التي فتحت ابوابها للعموم وتحولت الى منابر للتحاليل السياسية وتقييم الوضع الراهن الذي تمر به تونس ورغم اختلافات وجهات النظر بين مؤيد ورافض للإضراب الا ان الجميع كانوا متفقين على محاولة الخروج من الازمة التي تمر بها البلاد بشكل عام لكن وبشكل خاص كان معظم الحديث الذي طغى منذ ليلة ما قبل البارحة حتى صباح يوم امس عن البيان الذي اصدرته جمعية رابطة حماية بالثورة بسليانة مضمونه حل الرابطة وعدم مواصلة نشاطها كجمعية وكالعادة فقد كانت ردود الافعال متباينة بين مؤيد ورافض لحل هذه الجمعية والذي تعرض مقرها للحرق بمقر دار الجمعيات يوم اول امس ونفس المصير شهده مكتب حزب حركة النهضة الذي تعرض بدوره الى الحرق من قبل جموع من الغاضبين واتلاف محتوياته بشكل كلي..
وقد لاح الاضراب شبيها بالإضراب العام الجهوي الذي لا يزال معلقا ليصرح احد النقابيين انه من الممكن مواصلة الاضراب ليبقى مفتوحا لكنه اكد في المقابل ان الوضع لا يحتمل فالضرر قد يلحق الجميع وخاصة الفئات الفقيرة والمحرومة.
ومقابل الشلل شبه التام لسليانة فقد شهد مقر الاتحاد حركية حيث بدأ التوافد على مقره وتجمع المئات من المواطنين ليتم قراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد شكري بلعيد اذ اعتبر البعض ان ايادي الغدر طالت احد رموز المعارضة ابان حكم بن علي وحتى اليوم ليشيد الجميع بنضالاته ايام فترات الجمر وقد لاحت على وجوههم علامات الحزن والحسرة على رحيل رجل قال كلمة الحق فهو شهيد الحرية... وكان لسان حال الجميع يقول كلنا شكري بلعيد كيف لا وقد اغتيل من اجل التشبث بمبادئه رحل شكري لأنه رفض الظلم والطغيان رحل جسدا ولن ترحل روحه وستظل خطاباته في ذاكرة كل من قال الحقيقة.
الحالة التي كان عليها الوافدون على مقر الاتحاد انقطعت فجأة ليتحول الجميع الى حالة خشوع حيث تمت قراءة سورة الفاتحة وانطلقت جنازة رمزية تكريما وحداد على روح الفقيد شكري بلعيد لتنطلق في اتجاه مقبرة سيدي مسيد بالمكان وبعد عملية الدفن الرمزية عاد المواطنون ادراجهم الى المدينة وقد حاول البعض من الشبان احداث البلبلة والهرج وتحول البعض منهم الى مقر منطقة الشرطة بالمكان قصد مهاجمتها لكن عقلاء المدينة وقفوا امام تصرفاتهم وطالبوا منهم الكف عن هذا الصنيع ليستجيب الجميع الى طلباتهم ومن ثمة عاد الصمت يخيم على المكان.
اللافت للانتباه ان الكتابات الحائطية انتشرت في اكثر من مكان وكانت جلها تصب في خانة اتهامهم للحكومة المؤقتة في التورط سواء بشكل مباشر او غير مباشر في اغتيال شكري بلعيد