شد انتباهي الحوار الذي أجراه المدرب الوطني المساعد فريد بن بلقسام على صفحات «الشروق» اليوم الذي ذكر فيه أنه جدير بأن يكون المدرب الأول بل وهو الأجدر. الحقيقة أن المنتخب الذي دربه سامي الطرابلسي عديم الخبرة والشهائد والنزاهة أيضا كان من الأولى والأجدر أن يدربه بن بلقسام الأكثر خبرة والأفضل على كل المستويات لكن عبث الكرة التونسية جعلت بن بلقسام مساعدا والطرابلسي مدربا أول، لكن هذا لا يعني أن بن بلقسام قام بواجبه عندما جلس على مقعد البدلاء إلى جانب الطرابلسي أو على الأقل لم يفعل ما يشفع له ليكون أحد المرشحين.
اختفاء وسلبية
فريد بن بلقاسم الذي عمل الى جانب الطرابلسي كان سلبيا إلى أبعد الحدود وأختار أسهل السبل والمتمثل في الاكتفاء بالحصول على أجره الشهري وكان عليه كمساعد أن يؤثر في قرار المدرب أو على الأقل يحاول التأثير أما هو فاختار العكس وفضل دائما المساندة ولم نسمع له صوتا بل لم نلاحظ تحفظا الا نادرا والمرة الوحيدة التي أبدى فيها عدم موافقته كانت عندما تعلق الأمر بالاستغناء عن الثنائي رامي البدوي وعبد القادر الوسلاتي رغم أنه تجنب التصريح حتى في تلك الفترة وهذا يؤكد أن المدرب المتشبع بكل هذه السلبية لا يمكن أن يكون يوما ما المدرب الأول.
لا خاب من استشار
تفيد المصادر المتطابقة أن رئيس الجامعة واصل استشارة أهل الذكر من مسؤولين ولاعبين سابقين وكل من له علاقة بكرة القدم التونسية وهذا يحسب طبعا للسيد وديع الجريء الذي يريد أن يتجنب الاستفراد بالرأي حتى يكون القرار في النهاية قرارا جماعيا والحقيقة أن السيد وديع الجريء حدد اختياراته واقتصر على قائمة تضم ثلاثة مدربين كما يعرف الجميع وتضم هذه القائمة ماهر الكنزاري الذي وضعه الجريء في المقام الأول رغم ارتباطه بالترجي ثم خالد بن يحيى ونبيل معلول وبعد ذلك انطلق رئيس الجامعة في رحلة استشارية واسعة.
اجماع
مالفت انتباه رئيس الجامعة حسب بعض المصادر المقربة منه هو أن هناك شبه اجماع على رفض معلول لأن أغلب من اتصل بهم الجريء ذكروا له هذا المدرب سيساهم في تأزم الوضع بل ربما في انفجاره وذكر له البعض أن المعلول الذي يعد أفضل من بن يحيى بحكم الخبرة والاطلاع والمرونة في الشخصية وضمان حسن التعامل مع اللاعبين الناشطين في أوروبا لا يمكن ان ينجح لأنه سيتسبب في عديد المشاكل خارج الملعب لأن علاقته أصبحت عدائية مع بقية الاندية بل حتى مع الترجيين وذلك بحكم علاقته الصدامية وتصريحاته والرغبة في السيطرة وتحدي الجميع والتفكير في مصلحته الشخصية وذكّروه كيف هرب من المنتخب الى الافريقي وترك حمودة بن عمار في التسلل. الغريب ان هناك شخصية رياضية معروفة طلبت من عضو جامعي ان يتصل بالترجي ليسأل عن معلول وليس الأندية الاخرى لأن هذه الأخيرة قد تنتقده لأسباب غير رياضية لكن الطريف ان مسؤول الترجي حذر الجامعة من التعاقد مع معلول. يذكر أيضا ان الشخصية الرياضية التي ذكرناها سابقا أكدت ان معلول هو الافضل فنيا لكنه الأسوأ خارج الملعب بحكم سلوكه وقد ذكروا رئيس الجامعة بما فعله معلول في بنزرت منذ أسابيع وفي سوسة منذ أشهر دون ان ننسى الافريقي بالاضافة الى أنه رفض التعويل في الترجي على اي لاعب لم يكن هو من نصح بانتدابه.
بن يحيى الصامت
اذا كان ماهر الكنزاري عبّر عن رغبته في تدريب المنتخب سواء علنا او سرّا وإذا كان معلول حاول مرارا وتكرارا وذلك بالاعتماد على الوساطات فإن خالد بن يحيى اختار الصمت والانتظار وهذا ما يرجح كفته لأن المنتخب في حاجة الى مدرب بهذه المواصفات والحقيقة أن أغلب من اتصل بهم رئيس الجامعة للاستشارة شجعوه على بن يحيى وأثنوا على خصاله «الرجل» بقطع النظر عن المدرب والحقيقة ان الذاكرة لا تحفظ اي تهكم او تصريح جارح او تطاول او تطاوس من بن يحيى غير مرة وهو منطو على نفسه الى درجة ان من لا يعرفه يعتقد انه يعاني من عقدة التفوق. وبالنظر الى كل هذه المعطيات فإن عديد المؤشرات توحي أن بن يحيى هو الأوفر حظا لتدريب المنتخب خاصة أن صفحة ماهر الكنزاري طويت تقريبا وقد تجاهل هذا الاخير رافضيه في الحديقة «ب» وأصبح من شبه المستحيل ان يجد الترجي مدربا آخر في هذه الفترة.
اليوم اتصالات ومفاوضات
دائما في نفس السياق سيقع الاتصال اليوم بحمدي المدب رئيس الترجي للحسم في أمر الكنزاري في حين سيقع الاتصال بخالد بن يحيى للدخول في التفاوض أما اذا تعذر ذلك فان المفاوضات ستؤجل إلى الغد.