تتمتع ولاية نابل بثراء مقومات التنمية ولكنها غير محظوظة فمثلا واقع الشمال الغربي للولاية مهمش رغم الامكانيات الكبيرة إذ تعاني نقصا في البنية التحتية والمياه الصالحة للشراب. هذا بعض ما صرح به والي نابل مؤخرا على أمواج إذاعة المنستير في حوار تطرق فيه إلى جملة من المشاريع والبرامج الجديدة الخاصة بالولاية. وقال الوالي إن الميزانية التي وقع رصدها في 2012 للتنمية الجهوية خارج إطار الميزانية العامة بالولاية تضاعفت 10 مرات لتبلغ ما يقارب 30 مليارا من المليمات وهي موجهة كالآتي 2.5 مليارات للحضائر والتنمية وحوالي مليارين و400 مليون لتدعيم موارد الرزق ومليار و800 مليون لتحسين السكن والبقية موجهة للمنشآت والبنية التحتية والماء الصالح للشراب والتطهير...
وأضاف أنه وقع تحويل المبلغ بالكامل إلى الجهة قبل نهاية سنة 2012 وتم تقديم 80 بالمائة من عروض الطلب لانجاز المشاريع المبرمجة بالجهة، وأكد أن توزيع الميزانية تم حسب مؤشر التنمية في كل معتمدية وكانت بالتالي معتمدية حمام الغزاز وتاكلسة والميدة أكثر المناطق انتفاعا بالميزانية. أما بالنسبة إلى الطرقات فأورد بأن هناك 720 كيلومترا مرقمة ومعبدة و1200 كم من الطرق المعبدة وغير المرقمة، وذكّر بأن ولاية نابل تشهد أكبر كثافة سكانية في الجمهورية (800 ألف ساكن داخل 2882 كم مربعا). وأكد ان الطريق المؤدية إلى قربص والمقطوعة منذ 5 سنوات انطلقت فيها الاشغال وقدرت كلفة تهيئتها بحوالي 25 مليارا مما سيساعد على تنشيط السياحة من جديد بهذه المنطقة.
وأبرز أن المشكل الذي تعاني منه نابل على المستوى الفلاحي يتمثل في تفاقم تقسيم الاراضي بفعل التوارث وأضاف أن هناك تفكيرا في تشجيع الفلاحين على خدمة الأرض بالمقاربة التشاركية وترغيبهم في انشاء تعاضديات ليكون هناك تعاون وتداول في خدمة الارض وللحد من تشتتها باعتبار ان اراضي هذه الجهة هي اراض ذات جودة عالية وذات منتوج رفيع ولها 14 موسما فلاحيا على امتداد 12 شهرا وأضاف أن هناك تفكيرا في ايجاد حل لمشكل المياه بتقوية عملية التخزين وأن هناك تفكيرا في المخطط الاستراتيجي للتهيئة والتنمية لنابل 2050 تحت شعار «نابل الجهة الخضراء».أما على المستوى السياحي فأكد جاب الله ان هذا القطاع ترهل وأن الولاية بصدد التحضير لورشات عمل مع أصحاب النزل للوقوف على واقع القطاع والقيام ب«ثورة هادئة» داخله تعاد فيها بناء الاسس الجديدة للسياحة بهذه الجهة مع استغلال مخزونها الحضاري والثقافي بما أنها تحتوي على أكثر من 50 موقع أثري متميز مثل كركوان ونيابوليس وبابوت والقبور البونيقية بمنزل تميم وقصر موسيليني بقرمبالية وغيرها من المعالم غير المستثمرة وأضاف بانه يجب الانفتاح على السياحة الايكولوجية والصحية والرياضية...وباعتباره متحصلا على الدرجة الثالثة في الاخراج المسرحي ويكتب الشعر منذ الصغر فقد أكد الوالي ضرورة الاهتمام بالبعد الثقافي باعتباره محركا للتنمية و«باعتبار الشعوب المثقفة هي الشعوب التي تبني» حسب تعبيره، وذكر أن له جملة من المبادئ يعتمد عليها في الحياة وفي تسييره للولاية وهي كالاتي 8 «ميمات» وهي ميم المعطيات وميم المبادئ وميم الموارد وميم المناهج وميم المميزات وميم المقاربات وميم المردودية وميم المكافأة. وذكر ان الولاية حسب هذه المبادئ وضعت برنامجا لمكافأة أحسن عامل وأحسن بلدية وأحسن جمعية في العناية بالبيئة والعمل التطوعي.