تداعي البنية التحتية و نقص التجهيزات وقدم بعضها وسوء الوضع الصحي أرهق الإطار التربوي والتلاميذ بمدرسة 02 مارس بمعتمدية السرس من ولاية الكاف وجعلهم يطلقون صيحة فزع. تأسست مدرسة 02 مارس سنة 1923 وبلغ عدد التلاميذ بها للسنة الحالية 385 منهم 25 بالقسم التحضيري. تضم 31 معلما بين تعليم عام وتعليم تقني ورياضة. وقد افاد مديرها السيد التيجاني العريفي أن قاعاتها أصبحت متداعية جدا وقابلة للسقوط واهتراء شبكتها الكهربائية التي أصبحت تكلف الإطار التربوي مساهمة خاصة لاقتناء المصابيح بصفة يومية.
أما عن التجهيزات فهي قديمة ومكسرة ورغم محاولة دهن السبورات إلا أنها لا تستجيب لمتطلبات العملية التربوية أضف إلى ذلك انعدام الوسائل البيداغوجية الضرورية للتدريس مثل الخرائط وأدوات الهندسة ووسائل إجراء التحاليل في مادتي الفيزياء والإيقاظ العلمي, ولولا مساهمة الإطار التربوي والأولياء في تسطيح الساحة لتعذر التنقل بين أقسام المدرسة خاصة في الأيام الممطرة.
وعن الوضع الصحي فقد تحدث المعلم منير اليعقوبي ل«الشروق» عن غياب العيادات والمراقبة الصحية للتلاميذ رغم معاناة العديد منهم من «الحساسية» الناتجة عن تبلل أسقف القاعات واهتراء الجدران وكثرة شقوقها. وقد تأسف هذا المربي لاستمرار سلطة الإشراف في المماطلة بعد أن زار ممثل عن وزارة التربية المدرسة منذ سنة للتثبت من دقة الدراسة التي أجريت في موضوع الهيكلة وعاين حالتها المتردية خاصة الأسطح والأبواب والشبابيك وانعدام دورة مياه للإطار التربوي واهتراء الشبكتين الكهربائية والمائية حيث سجلت أرقاما خيالية خاصة في استهلاك الماء.
أما السيد عادل العبيدي (معلم) فقد أوضح أن المدرسة اليوم تفتقر إلى استقلاليتها مما جعلها توظف لاحتضان المهرجانات الصيفية التي زادت في تردي بنيتها التحتية وتجهيزاتها التي انضافت إليها تجهيزات أخرى متردية وقع جلبها من مؤسسات أخرى. كما أنها تفتقر إلى مصدر تمويل حتى أنها أصبحت تعيش على إعانات من جمعية العمل التنموي، إذ أن معاليم التسجيل أصبحت تحول إلى الإدارة الجهوية مما جعلها تسجل نقصا فادحا في الأدوية لتقديم الإسعافات الأولية للتلميذ وكذلك فقر على مستوى الأدوات المدرسية والهيكلية مما دفع التلاميذ إلى بعث مكتبة على حسابهم الخاص.
وقد تذمر التلاميذ من عدم توفير قاعة خاصة للمطالعة والأنشطة الترفيهية والتثقيفية علما وأن المدرسة تحتضن عددا كبيرا من تلاميذ الأرياف الذين يحتاجون إلى تدفئة وأماكن خاصة للمراجعة داخل المدرسة. ويجمع الإطار التربوي على أن المدرسة قد أصبحت تفتقر إلى معنى «مؤسسة» وهو ما يساهم في تراجع العمل التربوي.