مدرسة منجم المظيلة من أقدم المدارس في جهة قفصة بما أنها أحدثت في السنة الدراسية 1945/1946 من طرف شركة فسفاط قفصة وتزامن ذلك مع العشرية الأخيرة من الاستعمار الفرنسي الشروق» كانت لها مصافحة مع إطارات وتلامذة هذه المؤسسة التربوية. «وأكّدت السيدة رشيدة عكرمي مديرة المدرسة المكانة التاريخية لهذه المدرسة من خلال تصفح سجل المدرسة الذي يعود إلى أكثر من نصف قرن الذي لاحظت فيه «الشروق» جمع المدرسة لتلاميذ من جنسيات مغاربية (جزائرية وليبية ومغربية) بحكم استقرار عائلاتهم ببرج المظيلة وجبل المظيلة. وبسؤالنا عن عدد التلاميذ أجابت المديرة أنه انخفض إلى 88 خلال هذه السنة الدراسية في حين أنه كان يعد بالمئات في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي من ذلك أن هذا العدد وصل إلى 700 تلميذ في السنة الدراسية 78 /79 ويعود سبب انخفاض عدد التلاميذ أساسا إلى موجة الهجرة الجماعية التي شهدتها منطقة برج المظيلة وكذلك جبل المظيلة في ثمانينات القرن الماضي.و من جهة اخرى اشارت السيدة رشيدة إلى تعاقب عدد كبير من المديرين على المدرسة منذ إنشائها منهم الأديب الراحل الميداني بن صالح وكذلك المربي عمر عبد الباري (من سوسة) الذي يتواصل مع الإطار التربوي للمدرسة رغم استقراره بجهة الساحل كما زاول عدد كبير من إطارات المنطقة (أطباء مهندسون...) تعليمهم الابتدائي بالمدرسة أما عن حاضر المدرسة فان المديرة أشارت إلى جدية المعلمين ونشاط التلاميذ رغم بعض النقائص من أهمها تعطب الحواسيب المتوفرة بالمدرسة مما أدى إلى استحالة تدريس الإعلامية رغم استعداد المعلمين لذلك كما تساءلت محدثتنا عن أسباب تعطل بعث جمعية قدماء تلاميذ المدرسة رغم المساعي الجادة للمربين وخريجي المدرسة في هذا السياق لدفع نشاطها وتوفير مقر خاص بها مع الملاحظة أن هذه الجمعية كانت محور اجتماع قدماء المدرسة سنة 2003 ثم 2008 لكنها لم تر النور إلى اليوم. وفي سياق متصل المدرسة أكدت المديرة خطورة الحشرات السامة التي تتهدد التلاميذ والإطار التربوي خاصة أن المدرسة بعيدة عن مواطن العمران ومحاطة بالأودية بالإضافة إلى وجود مسكنين وظيفيين اقتلع سقف الأول فيما تهالك الثاني (المطعم سابقا) وتم الاستغناء عنهما.
أما المعلم عبد الباسط هيشري فأشار إلى الحالة الرديئة للطريق المؤدية إلى المدرسة التي تحتاج إلى التعبيد علما أن طولها لا يتجاوز نصف كيلومتر خاصة وأن الوصول إلى هذه المؤسسة التربوية يصبح صعبا عند نزول الأمطار بالمنطقة بالإضافة إلى حالة المقاعد المتهالكة نتيجة القدم وختم حديثه بأن قطع الطرقات والاعتصامات يؤثر سلبا على سير الدروس بعدم تمكن المعلمين من الوصول إلى المدرسة وبالتالي حرمان التلاميذ من إكمال البرامج مع موفى السنة الدراسية كما أن عدم حضور المعلم يربك عمل الإدارة بما أن موقع المدرسة البعيد عن مواطن العمران وخطورة الطريق على التلاميذ يجبر المديرة على عدم إخراجهم (التلاميذ) قبل التوقيت القانوني للدراسة. وأكد المعلم جمال حراث على ضرورة تهيئة فضاء خاص بتعاطي النشاط الرياضي للتلاميذ ملاحظا توفر المساحة الخاصة بذلك.
وكان ل «الشروق» لقاء مع تلاميذ السنة السادسة الذين رحبوا بنا ترحيبا خاصا (أداء أنشودة ترحيبية) ولاحظت التلميذة سوسن عكرمي أن المدرسة تفتقر إلى قاعة ألعاب رياضية وقاعة مراجعة بالإضافة إلى ندائها بغرس عدد من الأشجار في ساحة المدرسة وفي نفس السياق أشارت زميلتها منال عكرمي إلى ضرورة تجهيز المدرسة بمخبر تجارب خاص بمادة الإيقاظ العلمي لعدم إمكانية انجاز بعض التجارب بالقاعات العادية أما التلميذ سيف سعد الله فانه طالب ببعث بعض النوادي للترفيه على التلاميذ وفي ختام لقائنا أكدت معلمتهم سعيدة سوالمية على ضرورة الاهتمام بتلاميذها من خلال الترفيه وتنظيم الرحلات خاصة وأن أغلبهم متميزون حسب رأيها وقبل المغادرة اطلعت «الشروق» على الوحدات الصحية للمدرسة التي تشكو عديد النقائص أهمها تصدع جدرانها وحالة أبوابها السيئة.