تعتبر بلدية تبرسق من ولاية باجة واحدة من أعرق البلديات على المستوى الوطني وتعدّ أكثر من 20 ألف ساكن إلاّ أنّ أبناءها لم يوفّقوا إلى حدّ اليوم في تكوين نيابات خصوصيّة. يبدو أن الصّراعات الحزبية والحسابات السّياسية الضيّقة وخاصّة بين أحزاب الترويكا والرغبة في الإستحواذ على المجلس البلدي والهيمنة عليه هي العوامل التي فسّر بها بعض المواطنين هذا التّأخر في إحداث نيابات خصوصيّة بالمدينة. كما أنّ انعدام الكفاءة والموضوعيّة في القائمات المقترحة على أساس حزبي كان سببا في رفضها من الجهات المختصّة وعدم تنصيبها حسب البعض الآخر.
كما اعتبر الكثير من الأهالي هذا التّعطيل سببا في تردّي الأوضاع داخل المنطقة البلديّة من ذلك خدمات النّظافة ورفع الفضلات المنزلية التي تدنّت بصفة جليّة. وتأثّرت شبكة التّنوير العمومي التي لا يتمّ تعهّدها بالصّيانة والتّجديد فعمّ الظّلام عديد الأنهج والأزقّة والأحياء التي صارت مرتعا للّصوص والصّعاليك وهو ما شجّع على تفاقم ظاهرة السّرقة.
وساهم هذا الفراغ وغياب مجلس بلدي في انعدام الرّقابة على الأشغال التي تعهّد بها بعض المقاولين في إطار صفقات تمّ ابرامها قبل الثّورة وهو ما سمح لهؤلاء بالتّلاعب بالمال العام وعدم الإلتزام بتعهّداتهم المنصوص عليها ضمن الصّفقات المذكورة. وقد حصلت عديد الإخلالات في أشغال التّعبيد والإنارة في أحياء عين الكرمة وبوزايدة.
هذا علاوة على عديد المشاكل الأخرى كانتشار ظاهرة البناء الفوضوي والتّعدي على مثال التهيئة العمرانيّة وإهمال صيانة المدينة العتيقة المتميّزة بالمعمار الفريد لبعض معالمها.
وللإسراع في تكوين نيابات خصوصيّة بالمدينة، يجب على كلّ المهتمين بالشّأن العام من أبناء تبرسق تحمّل مسؤوليّاتهم الأخلاقيّة والتّاريخية للنهوض بمدينتهم وأدناها يتمثّل في اختيار قائمة توافقيّة ويجب على كل الأطراف التّخلي عن مبدإ المحاصصة الحزبية ووضع مصلحة تبرسق فوق الجميع وهو شعار مرفوع أمام مقر البلدية ولكن يبدو أنّ واضعيه لا يفقهون معناه الحقيقيّ وإلاّ لما تعنّتوا وتمسّكوا بقائمات تنعدم فيها أدنى شروط الكفاءة والحياد والموضوعيّة.