يقال أن التعليم في البلاد التونسية مجاني لكنه لا يملك من صفة المجانية الا الاسم فنظرة عاقلة لواقع المدارس الابتدائية ببنزرت تجعلنا نؤمن بضرورة التفات التفقدية الجهوية للتعليم لظواهر عديدة استفحلت مؤخرا وأرهقت كاهل الأولياء وأثرت في مردود التلاميذ. من بين هذه الظواهر ظاهرة كثرة البحوث بالأنترنات التي ترهق كاهل الأولياء خاصة وأنّ هناك معلمين في عدة مدارس ببنزرت يطالبون يوميا بالقيام بهذه البحوث دون مراعاة لوضع الولي والأفظع ما يصدر من بعضهم من ممارسات هجينة كاستعمال العنف ضد بعض التلاميذ الذين لا يستجيبون لطلبهم أو أن يصدر منهم كلمات بذيئة لا تليق بمعلم يحمل رسالة تربوية نبيلة لكن شتان بين ألفاظه وهدفه. كما تكثر في المدارس الابتدائية ظاهرة دروس التدارك الاجبارية أي عندما يفرض المعلم على التلاميذ الحضور لهذه الدروس بمعلوم باهظ لا يقدر على دفعه الولي وفي حالة عدم استجابة التلميذ لطلبهم لا يتحصل على أعداد جيدة في الامتحان ويصبح منبوذا في القسم وهذه الظاهرة تعطل سير الدروس وتخلق التمييز بين التلاميذ. ولا يتوقف تيار طلبات المعلمين عند هذا الحد بل يواصل للمطالبة بدفع ثمن أوراق طباعة من الحجم الكبير كما يدفعون ثمن أوراق الامتحانات وكلها ظواهر استفحلت بطريقة رهيبة في المدارس الابتدائية وفي حديث مع بعض الأولياء حول وضع أبنائهم في المدارس أجابوا: «من الأفضل تسمية المدرسة بهات» أمام استفحال هذه الظواهر في المدارس الابتدائية يناشد الأولياء التفقدية الجهوية للتعليم بمحوها من سجلات التعليم حتى يدرس التلاميذ في أحسن ظروف دون ضغوط وحتى لا نسمع يوما ما بطفل لم يعد يدرس بسبب قلّة ذات اليد رغم أن «التعليم مجاني».