عرفت مدينة الرديف يوم السبت 16 فيفري 2013 حالة من التوتر بعد انتشار اخبار مفادها القاء القبض على شخص غريب وفد الى المدينة من اجل التدبير لمحاولة اغتيال النقابي المعروف عدنان الحاجي. ولمزيد الاحاطة بملابسات هذه الحادثة قمنا بالاتصال بعديد الاطراف المسؤولة فكان التقرير التالي: إلقاء القبض على المشتبه به وعدم ايلاء الحاجي أي اهمية للموضوع من خلال اتصالنا بأحد المسؤولين الأمنيين بمركز الأمن العمومي بمدينة الرديف للاستفسار حول اطوار الواقعة افادنا بان شخصا غريبا قدم الى المدينة مساء يوم الجمعة وجلس في احدى المقاهي حيث بادر بسؤال احد المواطنين عن السيد عدنان الحاجي فقام هذا المواطن بإعلام مركز الحرس الوطني بالجهة بعد الاشتباه في امره ولتتدخل السلطة الأمنية على الفور وتقوم بإلقاء القبض عليه وحسب مصدرنا تم الاتصال بالسيد عدنان الذي حضر الى المركز إلا ان التصريحات الاولية للمشتبه به افادت بان العملية لا تتعدى ان تكون مجرّد ابتزاز وهوما جعل السيد عدنان يرفض طلب السلطات الأمنية برفع قضية ضده بتهمة الابتزاز اضافة الى انه قد مكنه من بعض المال حتى يتسنى له العودة الى جهته .
تطوّر الاحداث والتصريح بمحاولة الاغتيال
وحسب مصادرنا فانه بعد ان تم اطلاق سراح المشتبه به عاد الى التجول في سوق المدينة مما اثار شكوك الحارس الليلي حوله فاتصل ببعض الشبان الذين امسكوا به وقاموا بتسليمه لمركز الأمن العمومي حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل وبعد التثبت من هويته تبين انه شاب ذو سوابق عدلية ويبلغ من العمر 32 سنة وقد قدم من مدينة بلخير من ولاية قفصة واعترف اثناء التحقيق معه بأنه قد تم تجنيده من اجل تصفية عدنان الحاجي وبأنه وقع استقطابه نظرا لظروفه المادية الصعبة وبناء على ذلك قام السيد رئيس المركز بإحالته الى منطقة الأمن بالمتلوي اين تم استكمال التحقيق معه.
جدية الحادثة والحاجي يطلب الحماية
الشروق التقت السيد عدنان الحاجي الذي اعلمنا أنه تم استدعاؤه في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت من طرف مركز الحرس الوطني بالرديف اين تم إبلاغه بأمر هذا الشخص إلا انه لم يولي الحادثة اي اهتمام في البداية لكن التصريحات الخطيرة التي ادلى بها المشتبه به لدى فرقة الابحاث في المتلوي جعلته يغير رأيه في الحادثة بعد ما ثبتت جديتها اخيرا حيث ان المشتبه به قد صرح اثناء التحقيق معه بأنه قد تم تجنيده لاغتيال عدنان الحاجي وانه قد قدم في مهمة استطلاعية مبدئيا قبل المرور الى التنفيذ كما ذكر انه قد تم تجنيده في السابق من اجل الاعتداء على الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة وانه قد وعد هذه المرة بمبلغ مالي قدره عشرة آلاف دينار من اجل هذه اتمام المهمة اضافة الى امتيازات اخرى من ضمنها امكانية تهريبه الى الخارج كما انه قد افصح عن كل التفاصيل واسماء الاطراف التي قد تكون جندته إلا انه قد تم التكتم عليها مبدئيا لدواعي امنية وحتى استكمال مجريات البحث في القضية التي مازالت متواصلة الى الآن حيث يؤكد هنا السيد الحاجي على اصرار المشتبه به على اقواله وإمضائه عليها.
هذا وقد افادنا احد المسؤولين الأمنيين بمركز الأمن العمومي بالرديف بأنهم مستعدون للتجند من اجل توفير الحماية للحاجي والمرابطة حول منزله خصوصا بعد تقدّمه بطلب رسمي من اجل توفير الحماية له ولعائلته .
وباتصالنا بالسيد رئيس منطقة الأمن الوطني بالمتلوي اكد لنا ان المشتبه به موقوف بالمنطقة منذ اول امس وان روايته للموضوع متباينة اذ اشار مرة الى انه رأى صورة عدنان الحاجي عند امرأة بجهة قابس وفيها نقطة سوداء على مستوى الجبين وهو ما فهم منها ان عدنان مستهدف بالقتل وعليه فقد جاء الى الرديف قصد تنبيهه ومن جهة ثانية صرح للامن انه تم تحريضه من قبل احد عناصر رابطة حماية الثورة ببلخير وعنصر سلفي من اجل قتل عدنان الحاجي وان التنفيذ سيكون يوم 22 فيفري الجاري وبناء عليه فقد جاء الى الرديف لتنبيه الحاجي بعد ان عدل عن فكرة استهدافه . رئيس المنطقة اكد ان المعني موقوف وهو يواجه تهمتين هما التحريض على القتل والايهام بجريمة في انتظار ما سيثبته التحقيق بشانه وللاشارة فقد افادنا مصدرنا بان الايهام بجريمة هو الاقرب في قضية الحال لان المشتبه به سجين سابق وقد استنبط سابقا افكارا من هذا القبيل للابتزاز أو استدرار العطف للتفاعل مع وضعه الاجتماعي من ذلك ادعاؤه في فترة ما ان رجال اعمال كلفوه بسرقة متفجرات من مقاطع الفسفاط للقيام باعمال ارهابية كما ادعى ايضا ان معتمد بالخير قد حرضه على مواجهة اتحاد الشغل والنقابيين عندما تم الاعلان عن الاضراب العام الذي وقع الغاؤه وذلك مقابل مساعدته على توفير شغل وكل هذا مسجل عليه لدى الجهات الأمنية ولم تثبت صحته.