يبدو أن بعض الجهات والأطراف لا تنوي التراجع على المضيّ قُدٌما في خيار الاغتيالات وتصفية المعارضين السياسيين والمناضلين النقابيين والأصوات الحرّة. فبعد اغتيال المناضل شكري بلعيد في السادس من الشهر الجاري، تعرض النقابي عدنان الحاجّي مساء أول أمس إلى محاولة بدت في المراحل الأولى للتحضير لاغتياله. فقد أكد عدنان حاجي "للصباح" عبر الهاتف أن أبناء الرديف استرابوا في أمر شخص غريب حل بالجهة في حدود الساعة التاسعة ليلا أمام مسكن هذا الأخير. ولما سألوه عن سبب مجيئه وهويته. أكد لهم أنه يبحث عن هذا النقابي من أجل ابلاغه رسالة خاصة. كما قال عدنان:" قال لي هذا الشاب أنه من معتمدية بلخير التابعة لولاية قفصة وأنه جاء ليحذرني من وجود مخطط من قبل بعض الجهات لاغتيالي". وأضاف في نفس السياقّ:" ولكني لم أكن بمفردي معه فاستربنا في أمره وقررنا نقله إلى مركز الأمن بالجهة. وهناك استنكر اعترافاته لنا وأكد أنه متحيل لا غير. لكن بنقله إلى مركز الشرطة قدم اعترافات على غاية من الخطورة." وأكد عدنان الحاجّي أن هذا الشاب اعترف بأنه من ذوي السوابق العدلية وأنه سبق أن قضّى عديد المرات أحكاما بالسجن صادرة ضده. لذلك اختارته جهات قال "أنها معروفة بانتمائها لحزب بقفصة ". كما أوضح محدثنا أن هذا الشاب بيّن أنه ليس له أي انتماء سياسي أو حزبي وإنما شهرته بالجهة "كخرّيج سجون" هي التي جعلت هذه الأطراف تتصل به وتعرض عليه القيام بهذه المهمة مقابل منحه مبلغا ماليا كبيرا ليتم ضمان حمايته من التعرض للتتبع القضائي باخراجه من البلاد مباشرة بعد تنفيذ عملية القتل. وفيما يتعلق بظروف تنفيذ الجريمة المٌخطط لها أكد عدنان الحاجّي أن الشاب اعترف، في أقواله في المحضر الذي أمضى عليه، أن الجهات خططت لقتله خلال الأسبوع القادم وذلك بأن يتم منحه مسدسا للغرض مع الحصول على المبلغ المالي الذي وعدوه به وهو في حدود عشرة آلاف دينار في مرحلة أولى ليحصل على مبلغ كبير فضلا عن يتم تهريبه إلى بلد أجنبي لم يتم كشفه. في المقابل أوضح عدنان الحاجّي أن هناك جزئيات ومعطيات دقيقة قدمها الموقوف لا يمكن الكشف عنها الآن. وأكد أنه طلب من الجهات الأمنية التي حذرته من أن حياته معرضة للخطر، بتوفير الحماية اللازمة له وهو يعول على يقظة أبناء الجهة وتفطنهم لكل التحركات المريبة. وتجدر الإشارة إلى أن المشتبه به قدم قائمة إسمية بالأشخاص والجهات التي كلفته بهذه المهمة الإجرامية.