يحظى سعيد العايدي وزير التشغيل السابق والقيادي في الحزب الجمهوري بمكانة خاصة لدى العديد من التونسيين فالرجل لم يبخل طوال فترة توليه الوزارة في حكومتي محمد الغنوشي والباجي قايد السبسي بتسخير كفاءته في سبيل حل مشاكل البلاد والتي أهمها البطالة. سعيد العايدي أكد في هذا الحوار على أهمية مبادرة رئيس الحكومة وأبرز موقفه من تصريحات عبد الفتاح مورو:
ما هو موقفك من مبادرة السيد حمادي الجبالي؟ حول مبادرة رئيس الحكومة حمادي الجبالي واللقاء الذي جمعه بأهم الأحزاب في تونس قال «المبادرة ايجابية تهدف الى حل مشاكل البلاد والعباد وتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية وتصحيح مسار الانتقال الديمقراطي».
كما أن اللقاءات التي عقدت في آخر الأسبوع ترمي الى ايجاد توافق وطني حول المرحلة القادمة والتي يجب أن تتركز فيها المجهودات حول تعديل تمشي المجلس الوطني التأسيسي وتغيير طريقة عمله وأن يحرص النواب على وضع أولويات أهمها الانهاء من انجاز الدستور والاسراع بتشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
للأسف هناك بعض أطراف موجودة في الحكم وهي حركة النهضة وحزب المؤتمر رفضت مبادرة رئيس الحكومة بتشكيل حكومة تكنوقراط لغايات حزبية ومصالح ضيقة وهذا التعنت ليس بجديد فنفس الأحزاب رفضت المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل وهي تتعامل مع الأزمة بمنطق اقتسام الغنيمة.
حسب اعتقادي يجب التعقل وتغليب المصلحة الوطنية والتفاعل ايجابا مع المبادرة لأنها قد تمثل طريق النجاة وسببا لاعادة الثقة للشعب التونسي وتصحيح الأوضاع وتحقيق الأهداف التي اندلعت من أجلها الثورة .
ما هو موقفك من التصريحات الأخيرة للقيادي في حركة النهضة لاحدى الصحف الأجنبية والتي انتقد فيها راشد الغنوشي؟
التصريحات التي أدلى بها عبد الفتاح مورو التي أكد خلالها أن الغنوشي يقود البلاد الى كارثة والتي بادر بتكذيبها تعتبر شأنا داخليا ولا يحق لي التعليق حولها ولكن ليست المناسبة الأولى التي نطلع على تصريحات بهذا الشكل التي تؤكد وجود أزمة واختلافات حادة ومهما كانت حدتها تبقى شأنا داخليا وما أرجوه أن تعمل الحركة على احترام الديمقراطية وأن تغير عقليتها وتساير التطورات التي تحصل في تفكير التونسيين.
كيف تقرأ استقالة رئيس الرابطة الوطنية لحماية الثورة؟
حول استقالة محمد معالج (رئيس الرابطة الوطنية لحماية الثورة) أعتقد أن في ظل الاعتداءات على المناضلين ومحاولة منع اجتماعات بعض الأحزاب والتجاوزات التي تقوم بها تحت غطاء حماية الثورة يفترض أن يتم حل هذه الرابطات أو على الأقل تغيير تمشيها والابتعاد عن ممارسة العنف كما أن حركة النهضة عليها أن تتحمل مسؤوليتها ازاء ثقافة العنف والتكفير التي استفحلت وأدت الى حد اغتيال الشهيد شكري بلعيد وتبادر الى مد الشعب بخطاب واضح وتبيان موقفها ولو أن الموقف اتضح أكثر في البيان الذي أصدره مؤخرا مجلس الشورى .
كيف تحكم على المسيرة التي نظمتها مؤخرا حركة النهضة ؟
المسيرة التي نظمتها حركة النهضة حول مساندة الشرعية لا أعتقد أنها تم تنظيمها خارج الأطر القنانونية فمن حق كل حزب أن يتظاهر ويعبر عن آرائه في كنف السلم ودون ممارسة العنف ولكن أستغرب من عدم حصول أي تجاوزات في المسيرات التي تنظمها حركة النهضة في حين أن التظاهرات الأخرى تنقلب الى مواجهات يتم فيها استعمال الغاز المسيل للدموع والدليل ما حدث مؤخرا في جنازة الشهيد شكري بلعيد من محاولة افساد الجنازة .
مليونية «كش ملك» في مصر هل من تعليق ؟
ما حدث في مصر من احتجاجات وتنظيم مسيرة مليونية «كش ملك» للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة والوضع هناك شبيه بما يحدث في تونس فالعديد من المواطنين في البلدان التي شهدت ثورات أحسوا أن المبادئ التي قامت عليها الثورة وخاصة التشغيل وارساء نظام ديمقراطي وتحقيق الكرامة لم يتحقق منها شيئا بل ازدادت أوضاعهم سوءا وأعتقد أن الخطر الأشد يكمن في الأنشقاق داخل المجتمعات التي شهدت ما يعرف بالربيع العربي والتي يجب التصدي لها والتوحد على قيم الرحمة والتسامح.
من هو سعيد العايدي؟ من مواليد 8 ماي 1961 في صلامبو بتونس العاصمة عمل أستاذ رياضيات ثم متفقدا ثم موظفا في وزارة التربية القومية لعب في طفولته كرة الطائرة في نادي حلق الوادي والكرم تخرج من مدرسة البوليتكنيك في فرنسا عمل في شركة آي بي آم تم تعيينه وزيرا في حكومة محمد الغنوشي في 27 جانفي 2011 وبقي في المنصب الى غاية ديسمبر 2011 يعتبر اليوم أهم قيادي في الحزب الجمهوري
