تعثر التحوير الوزاري الذي استمر طيلة 7 أشهر دون الوصول الى حل عطّل كثيرا الاقتصاد التونسي وذلك من خلال تردد المستثمرين وخوفهم من بعث مشاريع جديدة أمام ضبابية المشهد السياسي والأمني والاجتماعي بتونس. في لقاء اعلامي قال محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري أن التباطؤ في الاعلان عن التحوير الوزاري وعدم وضوح الأفق السياسي سيعرقل الاقتصاد التونسي بل وسيساهم في تدهوره فغياب خارطة سياسية واضحة ضاعف المشاكل الاقتصادية التي تعيشها تونس.
كما أكّد العياري أن رجال الأعمال الاجانب والمستثمرين طالبوا من الحكومة التونسية توضيح الأفق وتحديد خارطة طريق ليتمكنوا من التفكير في بعث مشاريع استثمارية بتونس، وأيده في هذا الرأي اتحاد الأعراف حيث شدّد بدوره على ضرورة الاسراع بتشكيل التركيبة الجديدة للحكومة منبها الى مخاطر كل شكل من أشكال الفراغ السياسي التي يمكن أن يكون لها واقع كارثي في البلاد.
كما شدد الاتحاد على ضرورة وضع خارطة واضحة لمعالم الاستحقاقات السياسية المستقبلية وخاصة الانتهاء من الدستور الجديد للبلاد في أقرب الاجال للمساهمة في توضيح الرؤية أمام الجميع وخاصة في المجال الاقتصادي، ناقدا في هذا السياق بعض الوزارات ذات الطابع التقني واصفا أداءها في الفترة الماضية ب «المهزوز» ولم يتسن لمنظمة الأعراف التعامل معها بجدية.
قطاعات محتجة
تسبب التأخير في الاعلان عن التحوير الوزاري في غضب واحتجاج العديد من القطاعات مما زاد في توتر الوضع الاجتماعي العام، حيث قال سالم نابغة رئيس جامعة النقل أن هذا الفراغ السياسي ساهم في تعطيل مصالح هذا القطاع الذي يعاني بدوره عديد الصعوبات، ومن جهته طالب رئيس غرفة أصحاب المقاهي بضرورة الاسراع في تحديد ملامح المشهد السياسي ليتسنى للأعراف معرفة مع من سيتعاملون.
كما أشار فوزي حنفي أن سبب تعطيل الامضاء على أجور 300 ألف عامل لسنتي 2011 و2012 في قطاع المقاهي ناتج عن رفض وزارة التجارة اسناد وثيقة رسمية لأصحاب المقاهي تحتوي على موافقة على تحرير أسعار المشروبات الساخنة.
واقع الاقتصاد
دعت منظمة الأعراف للخروج من المأزق الراهن تنظيم حوار وطني حول الواقع الراهن في المجال الاقتصادي بمشاركة كل الأطراف السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومكونات المجتمع المدني يهدف على المدى القصير الى صياغة برنامج عمل عاجل لانقاذ الاقتصاد الوطني.
كما شدّد اتحاد الأعراف على ضرورة العمل لاستعادة ثقة المستثمرين التونسيين والأجانب والتفكير في حملة اعلامية واسعة ترصد لها الامكانيات الضرورية لدعم صورة تونس من الخارج كوجهة استثمارية وسياحية.