جدت مؤخرا بمعتمدية تبرسق من ولاية باجة حادثة أليمة ذهب ضحيتها شيخ في الثانية والسبعين من العمر حيث توفي متأثرا بحروق بليغة مخلفا وراءه زوجة ثكلى وأبناء دون عائل. الأبناء أحدهما عاطل عن العمل وفتاة صغيرة لا تزال في سن الدراسة.
والمرحوم حسن الجويني عامل بالمستودع البلدي لبلدية تبرسق وهو الحارس الصباحي للمستودع وقد التحق ذات يوم من أيام شهر فيفري الجاري بعمله كالعادة بعد أن قطع مسافة حوالي 10 كيلومترات من منزله الكائن باحدى أرياف تبرسق الى مقر عمله حسب رواية ابنته التي قدمت الى مكتب الشروق وروت حادثة حرق والدها الغريبة الأطوار.
وذكرت صفاء ابنة الضحية أن أحد التلاميذ هو من تفطن الى والدها حين كانت النيران تلتهم جسده مع حوالي الساعة التاسعة صباحا حين كان مارا من هناك باتجاه مدرسته وهو ما رواه في محضر الشرطة وقد سمع صراخ الرجل فتدخل وحاول انقاذه بسكب سطل من الماء على جسده عندما كان يصارع النيران ثم تجمع عدد من المتساكنين حوله وبعض أعوان البلدية وقاموا باستدعاء الحماية المدنية التي قامت بنقله الى مستشفى تبرسق ثم مستشفى باجة ثم مستشفى الحروق البليغة ببن عروس وقد أقام به ثلاثة أيام ثم لقي حتفه يوم السبت 16 فيفري متأثرا بحروقه.
وقد أكدت الآنسة صفاء ابنة المرحوم أن الحادثة بفعل فاعل وذكرت أنها اتصلت بوزارة الداخلية لفتح تحقيق جدي في الغرض وعبرت عن استغرابها من تقاعس بعض الأطراف في الجهة على التحقيق الجدي في الجريمة والسعي الى محاولة طي القضية واغلاق الملف كما أن المرحوم ورغم بلوغه سن 72 من العمر الا أنه لم تقع احالته على التقاعد رغم أنه تجاوز السن القانونية للعمل ب 12 سنة على أقل تقدير كما أنه وأثناء اقامته بالمستشفى وحسب رواية الابنة لم يوجه الاتهام الى أي طرف وقد كانت آخر كلماته التي تلفظ بها « توا ربي يظهر الحق» .
ومن جهة ثانية فقد بنت الابنة شكوكها أيضا في مقتل والدها على قول أحد الشهود من زملائه في العمل حيث ذكر أنه رأى الهالك يشعل ورق « الكرتون» للتدفئة مما يدفعها بقوة الى الشك واعتبرت ما تقدم به هذا الشاهد زورا وغير منطقي باعتبار أن هذه المادة غير مؤهلة لحرق شخص بتلك الدرجة المميتة وأكدت أنها لن تتراجع عن المطالبة بكشف قضية مقتل والدها سيما وأن زملاءه بمن فيهم الشاهد كانوا في حالة ارتباك واضحة.
صفاء أكدت ل«الشروق» أنها تمكنت من مقابلة مسؤول بوزارة الداخلية لاجراء بحث جدي حول ملابسات القضية ولمعرفة الجاني الحقيقي حسب رأيها. وقد تلقت وعدا بالبحث بجدية في القضية .