استنكر عدد كبير من المحامين، والرأي العام ما أقدم عليه ثلاثة محامين، من خلال الاسراع في الدفاع عن المتورطين في اغتيال المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، وهو ما اعتبروه عدم تضامن مع المهنة ومع زميلهم الشهيد. من بين المحامين الثلاثة الذي قدموا اعلامات نيابة عن المشتبه في تورطهم في قتل المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، نجد أنور أولاد علي، الذي تعرض الى انتقادات واسعة، حد الدعوة الى مقاطعته من قبل بعض زملائه.
الأستاذ عبد الناصر العويني المحامي المعروف وعضو هيئة الدفاع عن المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد قال «للشروق» إن ما فاجأهم هو التسرع في تقديم اعلام النيابة مشيرا إلى أن حق الدفاع مقدس ولا يطالبون بمحاكمة المتهمين محاكمة استثنائية بل تكون محاكمة عادلة. وقال إن الهيئة الوطنية للمحامين هي المخولة لتعيين محامين عن المتهمين وكان على الزملاء أن يتضامنوا مع المحاماة و مع زميلهم في هذه المحنة الوطنية. من جهته، الأستاذ سيف الدين مخلوف، وهو أحد أصدقاء أنور أولاد علي، ومحام معروف بنضاليته، وهو من المحسوبين على الاسلاميين في المحاماة، قال عندما سمع بوجود من قدّم اعلام بالنيابة انه أحس وكأن الشهيد شكري بلعيد أغتيل مرّة ثانية، وأضاف على المحامين في الفايسبوك».
مع شديد اقتناعي بقدسيّة حق الدفاع كركن مكين من أركان المحاكمة العادلة .. وكحق أساسي من حقوق الإنسان ... ومع شديد إيماني بحق أي متهم في مساعدة محام مهما كان الجرم الذي اقترفه ... ومع اعتذاري وتفهّمي الكامل لزملائي الذين قد لا يوافقونني الرأي ... فإنني أودّ أن أعبّر عن شديد استيائي لمبادرة بعض الزملاء المحترمين إلى القبول الطوعي للنيابة في بعض الملفات الجنائية ذات الصبغة الاستثنائية مثل جريمة اغتيال زميلنا المرحوم شكري بلعيد وقبلها ملفات الطرابلسيّة ...
صدقا لم أكن أتوقع أن يبادر محام تونسي أيّا كان اتجاهه أو حياده أو سلبيّته إلى تقديم إعلام نيابة عن عماد الطرابلسي وباقي عائلته الفاسدة ... وقد توقعت حينها أن تطلب المحكمة من هياكل المحاماة تسخير من يدافع عنه أسوة بملف المخلوع نفسه ... وللأمانة فقد استمتعت كثيرا بمرافعات الزملاء المسخرين للدفاع عن المخلوع .. فقد اسبسلوا في مهمتهم صونا لحق الدفاع ... غير أن صدمتي اليوم كانت أشد من صدمتي لرؤية من تصدوا للدفاع عن الطرابلسيّة ...
صُدمت لرؤية زملاء من أعز أصدقائي يقبلون النيابة ضد قتلة زميلنا ... بعد أن كنت أتمنى أن تقف المحاماة صفا واحدا ضد الجاني مهما كان اتجاهه وانتماؤه ... من دون أن تحرمه من تسخير محام يضمن حقوقه ويشهد على احترام الاجراءات الجزائية طبق نواميس المحاكمة العادلة ... إحساس مرير انتابني اليوم ... وأقسم بالذي خلق السماوات بغير عمد .. أنني أحس بما أحسسته يوم الاغتيال الغادر ... وقد أكون مخطئا ... لذلك اعتذرت لزملائي مسبقا ... لكنه فيض غيرة على مهنتي ... التي اعتبرها أنبل المهن في العالم ... وزملائي فيها يستحقون منّي كل الحب وكل الدعم وكل مشاعري ... مهما اختلفت معهم فكريّا أو عقائديّا أو سياسيّا ... فكل تمثلاتنا تتلاشى أمام زي المحاماة الأسود ... الذي أراه هذا الأيام ... أشد من قلبي ... حزنا ...
زميلكم الذي يحبكم ... سيف الدين مخلوف
«الشروق» التقت بالأستاذ أنور أولاد الذي قال إنه تلقى تفويضا رسميا وكتابيا من عائلة المتهمين كما أنه أعلم الهيئة الوطنية للمحامين بالأمر. و أضاف أن حق الدفاع يضمنه القانون فلماذا يرفض زملاؤه انابة المشتبه بهم في قضية الشهيد شكري بلعيد؟ وقال هناك من قدم اعلاما بالنيابة للدفاع على من أجرم في حق الشعب التونسي ومن تورط في التعذيب. وأكد الأستاذ أولاد علي أنه كمحام حريص على الوصول إلى الحقيقة الكاملة مثل حرص عائلة الشهيد شكري بلعيد. كما أنه لا يريد أن يقدم أشخاصا معينين اكباش فداء وإنما يجب أن يتحمل الفاعل الأصلي مسؤولية الجريمة النكراء. مشيرا إلى أنه يجب إلقاء القبض على القاتل الذي سيكشف بالضرورة الجهة التي خططت للجريمة اضاف الأستاذ أولاد علي بخصوص عملية الاغتيال وقال إن من ارتكبها أراد أن يغتال تونس بأن يدخلها في فتنة.