تواصلت أمس ردود أفعال التلامذة حول موقف وزير التربية من رقصة «الهارم شايك» بالرقص في عديد المعاهد الثانوية وفي المقابل أدى بعض التلاميذ صلاة الضحى في معهد سعيد أبو بكر بالمكنين. «الشروق» تابعت الموضوع مع الهياكل المعنية من وزارة ومنظمات مختصة في الشأن التربوي ورصدت رأي الخبراء في ظاهرة التجاذبات السياسية صلب المؤسسات التربوية في الملف التالي.
الرقص ثم الرقص
ردود أفعال التلاميذ بعد موقف وزير التربية من رقصة «الهارلم شايك» بمعهد الإمام مسلم بالمنزه احتدت صباح أمس باتخاذ قرار الرقص الجماعي في عديد المعاهد الثانوية خاصة بالعاصمة.
واعتبروا أن الوزير لم يكن محايدا في التعامل معهم مقارنة بما حدث من قبل السلفيين في معهد الأغالبة بالقيروان ومعهد زغوان وكذلك معهد الزهراء. وعبر محمد أمين الكريسي رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن التلميذ عن استيائه من موقف الوزارة قائلا أن هذه الرقصة لم تقتصر إلا على معهد الإمام مسلم بل حدثت بمعاهد أخرى كثيرة وحتى جامعات وكليات.
وأضاف أن الوزير عوض أن يأمر بتحليل الظاهرة والحوار مع التلاميذ أمر بفتح تحقيق . وقال: «موقف الوزارة غير محايد لأنه لم يصرح بفتح تحقيق عندما دخل السلفيون لأكثر من 5 مدارس ووضعوا راياتهم كما قاموا بحرق علم تونس».
تصفية وقتل
وأضاف أنه بعد إصدار بيان التنديد بموقف الوزارة ظهرت فتاوى قتلي وتصفية دمي لأنني في رأيهم أتستر على التلامذة وأدعو إلى الانحلال الأخلاقي. وقال اتفق الكثير من تلامذة عديد المعاهد على تنظيم رقصة جماعية يوم الجمعة القادم أمام وزارة التربية موجهة تحديدا لوزير التربية عبد اللطيف عبيد الذي ابدى حسب رأيه تحفظا كبيرا من الرقصة.
غياب المنظمات
رأى رئيس منظمة التربية والأسرة محمود مفتاح أن ما حدث في معهد الإمام مسلم بالمنزه ناتج عن تغييب المنظمات وإقصائها من المؤسسات التربوية. وأضاف أن الوزير السابق الطيب البكوش اقصى كل المنظمات التي كانت لها تمثيليات داخل المؤسسات وكانت تؤطر التلاميذ وهذه هي النتيجة تلامذة ينشطون بمفردهم وأشار إلى أن غياب النوادي الثقافية أدى إلى غياب التأطير. ومن جهته أكد أنه ليس ضد أي نشاط فكري يقوم به التلامذة ما لم يتجاوز الاخلاقيات.
الوزارة تتكلم
وحول موقف الوزارة والإجراءات التي تم اتخاذها في الغرض قال مدير عام التعليم الثانوي حميدة الهادفي ل«الشروق»: نؤكد على ممارسة النشاط الثقافي والرياضي ونشجع على حرية التعبير دون الخروج عن نطاق المعقول. وأوضح أن فتح تحقيق هو عمل روتيني لا يعني العقاب وطمأن انه لن تتم معاقبة التلامذة. وأكد أنه لا وجود لمخدرات وشرب خمركما تم الترويج لذلك. وأكد أن المسألة سوف يتم حلها داخليا.
سلفيون
وحول عدم اتخاذ الوزارة لنفس الموقف مع السلفيين الذين نظموا اجتماعات في عديد المعاهد ونكسوا العلم قال: «الوزارة فتحت تحقيقا في كل المظاهر الخارجة عن النطاق بما فيها اجتماعات السلفيين في القيروانوزغوان والزهراء».
صلاة الضحى
في الوقت الذي رقص فيه التلامذة في عديد المعاهد الثانوية قرر بعض التلامذة في معهد سعيد أبو بكر بالمكنين أداء صلاة الضحى جماعة ويؤمهم شخص متدين وروجت في مقاطع فيديو.
وردة الفعل هذه تقحم المؤسسات التربوية في التجاذبات السياسية وتفرض التساؤل حول مدى تأثيرها على بقية التلامذة الذين يعيشون فترة امتحانات. الأستاذ فتحي فخفاخ أخصائي في علم الإجتماع التربوي قال ل«الشروق»: أنا مع إبعاد المؤسسات التربوية عن التجاذبات السياسية لأننا اليوم في حاجة إلى التركيز على الدراسة والعلم بدرجة أولى.
وأضاف أنه مازال «بكري» على التجاذبات السياسية بالنسبة للتلامذة وإقحامهم في صراعات اليمين والوسط واليسار. وأشار إلى أن ما حدث من رقص أو صلاة داخل المعاهد الثانوية هو تصعيد من التلامذة وتعبير عما يعيشونه داخل المجتمع التونسي اليوم من تجاذبات وصراعات متتالية. وخلص إلى ضرورة تأطير التلامذة وحمايتهم من الإنزلاق وراء هذه التجاذبات.