على اثر ما حدث اليوم في معهد الامتياز بأم العرايس،وتساؤلنا عن عدم تحرك وزير التربية الذي اتصلنا به انذاك ولم نتحصل عليه اعاد عبدالطيف عبيد منذ حين التصال بنا مؤكدا أنّ المدارس والمعاهد في تونس مختلطة ولا يمكن الفصل فيها بين الفتيان والفتيات، مضيفا : "الاختلاط موجود في كلّ مكان ونحن ضدّ من دعا إلى الفصل بين الأولاد والبنات ولا نخضع لمثل هذه الطلبات". كما قال ان الوزارة طلبت بفتح تحقيق في الغرض وبرفع قضية ضدّ مجهول لدى العدالة للتعرّف على مقترفي الجريمة". وبيّن ان ما حدث هو اعتداء على الوزارة والإطار التربوي من خارج المدرسة، مضيفا : "هذا يعود إلى الوضع العام في البلاد وأحيانا ما يقع في المدارس من تسلل لأطراف خارجية يتجاوز قرارات الوزارة.. ونطلب من وزارة الداخلية وأعوان الأمن أن يتصدوا إلى مثل هذه الأفعال". أمّا عن عدم تحرك وزارة التربية عند دخول سلفيين إلى حرم المؤسسات التربوية وعدم إبداء موقفها من ذلك،رد الوزير بالقول: "عبّرنا عن موقفنا في الإبان وأصدرت منشورا للإطارات التربوية من مدرسين ومتفقدين ومديرين بالإضافة إلى المندوبين الجهويين وذكّرت فيه بضرورة تحييد المؤسسات التربوية وقد طالبنا بفتح تحقيق قضائي في الغرض في كلّ ما حصل من تجاوزات وانزال للعلم الوطني من المؤسسات التربوية وسيكشف التحقيق عن الأطراف المتخفية وراء ذلك." وبالتوزاي ولمعرفة رد فعله عن تفشي ظاهرة ال"الهارلام شايك" وما انجر عنها من فوضى بعد أن رفض مدير المعهد الثانوي الطاهر صفر بسوسة السماح للتلاميذ بالقيام بها مما أجبرهم على الخروج خارج المدرسة،والى التصادم مع الأمن. قال أنّ لوزارة التربية مهام ومسؤوليات مضبوطة بإطار قانوني ينصّ على أنّ المؤسسة التربوية لها مسؤولية التربية وغرس الأخلاق الحميدة و تأمين الانفتاح على الثقافات الأخرى، وأضاف : "نحن لسنا ضدّ أيّ نشاط ثقافي شريطة أن يكون مؤطرا من قبل الإطار التربوي ومبرمجا مسبقا ويحترم هيبة المدرسة". واضاف الوزير : "الرقص فن من الفنون ونمارسه حتى في الإطار العائلي عند المناسبات"، مبينا أنّ الوزارة ليس لها موقف رافض للرقص ولكن المطلوب أن تكون بحضور المربين خوفا من وقوع تجاوزات تمسّ من هيبة المؤسسة التربوية ولا ترضاه الأولياء والمجتمع المدني. وأضاف : "نحن نتفهّم رغبات التلاميذ وتأثرهم بالمحيط الخارجي وبما يروّج عالميا ولكن هناك فضاءات من دور شباب وقاعات رياضية يمكن أن تتمّ فيها مثل هذه الأنشطة... والإشكال الحاصل تمثل في وقوع تجاوزات خلال رقصة "هارلام شايك" في معهد الإمام مسلم بالمنزه في ظلّ غياب تأطير للتظاهرة... وأزعجنا ما شهدناه في المواقع الاجتماعية والتي رافقتها احتجاجات من قبل الأولياء والرأي العام واعتبروا ما حدث تجاوزا". وأكّد عبد اللطيف عبيد أنّه كلف متفقد التعليم الثانوي بإجراء بحث داخلي في الغرض للكشف عن الإخلالات ولمعرفة الحقيقة، وأضاف : "كلّما كان هناك تجاوز يقع فتح بحث للحدّ من الإشاعات". وحول تكرّر هذه الرقصات في عدد من المعاهد، بين الوزير أنّه كلما حدث أمر خارج المدارس والمعاهد إلاّ وأثر سلبا على داخل المدرسة لتصبح الوزارة ضحية لذلك، داعيا التلاميذ إلى الانشغال بدراستهم لينفعوا أنفسهم وأولياءهم وبلادهم. وقال : "يجب أن تبقى المدرسة بعيدة عن التجاذبات السياسية لتحقيق الانفتاح السليم على الثقافات الأخرى.