اتسعت قائمة الأسماء المهددة بالاغتيال والتصفية الجسدية من قبل بعض العناصر المتشددة دينيا وقد مست التهديدات أهم جهاز أمني في تونس وهو فرقة مكافحة الارهاب باعتبار أن هناك تهديدات وصلت لرئيسها سمير الطرهوني. بعد اغتيال المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد بتاريخ 6 فيفري الماضي أصبحت حياة عدد من الشخصيات السياسية والوطنية وبعض رجالات قطاع الاعلام والمحاماة مهددة بالقتل حيث تصلهم رسائل سواء عبر الارساليات القصيرة أو رسائل عبر البريد بأنهم في قائمة الموت هناك من بينهم من يتخذ احتياطاته الأمنية وهناك من لا يعير الأمر اهتماما.
أفادنا الزميل جمال العرفاوي الصحفي بقناة نسمة ان التحقيقات كشفت عن أن مدير فرقة مقاومة الارهاب بالعوينة سمير الطرهوني هو المستهدف الثاني بعد الشهيد شكري بلعيد وقد ورد اسمه في قائمة المستهدفين .
سمير الطرهوني تحت الحماية
وتقول بعض المصادر إن سمير الطرهوني مستهدف من قبل بعض العناصر الارهابية المتشددة دينيا والتي قامت فرقة مقاومة الارهاب بالكشف عن مخططاتها الارهابية والتصدي لها وايقاف العناصر الناشطة فيها علما أن فرقة مقاومة الارهاب هي من كشفت عن أحداث دوار هيشر سواء المتعلقة بالأسلحة أو بمقتل عنصرين من التيار السلفي بالجهة اضافة الى أنه أشرف على عملية التصدي لمتشددين في أحداث سليمان سنة 2006.
وفي نفس الاطار علمنا أن سمير الطرهوني تعامل بجدية مع هذه التهديدات واتخذ احتياطاته الأمنية من خلال توفير الحماية الامنية الخاصة له ولأفراد عائلته من ذلك أطفاله.
الباجي قائد السبسي مستهدف
من بين الشخصيات السياسية المستهدفة بالاغتيال هي رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي الذي وصلته تهديدات بالقتل من قبل بعض العناصر التي تنتمي الى تيار ديني متشدد وقد
وصلته هذه التهديدات قبل اغتيال الشهيد شكري بلعيد وقد تم توفير الحماية الامنية اللازمة للباجي قائد السبسي علما أن هذه الحماية مرتبطة بقاعة العمليات. ويمثل الباجي قائد السبسي حجر عثرة بالنسبة لبعض المنتمين للتيار السلفي وكذلك للتيارات الدينية الاخرى نظرا لان رئيس حركة نداء تونس هو عنصر مؤثر بطريقة سلبية في مخططهم الرامي الى جعل تونس دولة اسلامية عوض أن تكون دولة ديمقراطية مدنية.
من الوجوه الاخرى التي استهدفت هو رئيس الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي الذي وفرت له رئاسة الجمهورية حماية أمنية خاصة به وذلك حسب ما ذكرت مصادرنا.
العميد يطلب فتح تحقيق
حسب مصدر مطلع له علاقة قانونية بقضية الشهيد شكري بلعيد أكد ان التحقيقات القضائية لم تثبت بعد ان المشتبه فيهم في قضية الشهيد لديهم مخطط اجرامي لتصفية البعض جسديا مؤكدا أن الابحاث مازالت جارية وأن هناك مؤشرات مازالت غامضة توحي بأن المشتبه فيهم يعملون وفق جهاز ضخم يسعى لاستهداف المناضلين والسياسيين وحتى الاعلامين .
وقد أفادنا عميد المحامين شوقي الطبيب والعضو بهيئة الدفاع عن ملف اغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد أن الهيئة الوطنية لم تصلها بعد عرائض رسمية من قبل محامين حول تعرضهم للتهديد. مؤكدا أنه في صورة تعرض أي محامي الى مثل هذه التجاوزات فان العمادة ستراسل وزارة الداخلية وستطالب بتوفير الحماية الامنية اللازمة.
وفي اجابته عن سؤالنا المتعلق بتصريحات الصحفي جمال العرفاوي أكد العميد شوقي الطبيب ان سيتوجه الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس هذا المساء لمطالبته بفتح تحقيق في هذه التصريحات وسماع جمال العرفاوي على سبيل الاسترشاد والقيام بالإجراءات القانونية اللازمة .
فرقة أمنية مختصة
من جهة أخرى ذكرت مصادر أمنية لها علاقة بملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد أن السلطات الأمنية أعطت أوامرها بتشكيل لجنة مختصة تتكون من أبرز وأهم القيادات الأمنية للقيام ببحث فرعي يتعلق بقضية الشهيد شكري بلعيد.
وأضاف مصدرنا أن هذه الفرقة المختصة تبحث في بعض المعطيات المتعلقة بقتلة الشهيد شكري بلعيد وبالأشخاص المحتكين بهم والذين تربطهم بهم علاقات مشبوهة وذلك لمزيد الكشف عن خيوط هذه الجريمة النكراء.
وأكد مصدرنا ان من مهام هذه اللجنة المختصة أنها ستبحث في العناصر التي هددت بعض الشخصيات والأطراف بالقتل والتصفية الجسدية وذلك للكشف عن الجهاز الاجرامي الذي يترصد عددا من الشخصيات المهددة.