التضارب في اعترافات المتهمين ساعدت المحققين في التمكن من كشف بعض ملابسات جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد في انتظار إيقاف المتهمين الآخرين وهما المتهم بالقتل كمال القضقاضي وأحمد الرويسي. «الشروق» رصدت اعترافات الموقوفين الثلاثة والمتهم الرابع وهو الآن في حالة سراح وتم استجوابه نظرا لارتباطه بأحد المتهمين.
ياسر المولهي «صاحب السيارة»
ياسر المولهي صاحب السيارة «فيات سيانا» ذات الرقم المنجمي 8665 تونس 126 اعترف بأنه سوغ السيارة لشخص يدعى «وليد» وهو من متساكني جهة الوردية مقابل مبلغ مالي قدر ألف دينار ثم تراجع في أقواله ليؤكد أنه رواغ في اعترافاته بنية مساعدة صديقه وشريكه في هذا المجال محمد علي دمق حيث أن السيارة المذكورة كانت في تلك الفترة تحت تصرف صديقه «دمق» ويجهل لمن سوغها ليضيف لاحقا أنه قام بحشر إسم «وليد» ضمن ما قاله في المرة الأولى كمحاولة منه للتستر عن «شريكه محمد علي دمق» خوفا من أن تكون له صلة بالقضية.
محمد علي دمق
أفاد محمد علي دمق المتهم الثالث في القضية أن بتاريخ 5 فيفري 2013 أي قبل ساعات من تنفيذ الجريمة اتصل به هاتفيا المتهم الخامس وهو في حالة سراح واعترف بأنه تربطه به علاقة جيدة وقال له حرفيا «عندي قريبي في المطار إسمو شاكر ناقص150 دينارا تنجمش تعطيهملوا» فأجابه حرفيا : «ان شاء الله نعطيهملوا » ثم بعث له برقم هاتفه في رسالة على المحمول وبعد دقائق اتصل به صديق المتهم الرابع ليعمله أنه ينتظره في المطار تونسقرطاج وبالفعل توجه «محمد علي» إلى المكان المحدد وتقابل مع المدعو «شاكر» أين مكنه من مبلغ 150 دينارا ثم غادر المكان في اتجاه محل عمله بحي الخضراء.
وعند عودته إتصل به مجدد نفس الشخص ليعلمه أن صديقه لم يسافر وطلب منه العودة للمطار وهذا ما فعله محمد علي دمق وإلتقى من جديد مع المدعو «شاكر» وكان بحوزته حقيبة كبيرة الحجم من اللون الداكن وقال له حرفيا «راني ما سفرتش وأنت وين ماشي» فأعلمه أنه سيعود لحي الخضراء فطلب منه مرافقته وإتجها معا إلى جامع الرحمة بحي الخضراء أين أديا صلاة العشاء ثم قام بإيصاله لمنزل صديقه بالمنزه الخامس ثم أعاده لمحطة برشلونة. خلافا لما قاله صديقه صاحب السيارة «ياسر المولهي» فإن محمد علي دمق سوغ السيارة إلى شخص من جهة لافيات بوسط العاصمة وكان صديق القاتل كمال القضقاضي وبذلك تعتبر رواية «ياسر» حول تسويغه لسيارته لشخص من جهة الوردية من ولاية بن عروس متضاربة مع أقوال المتهم الآخر.
محمد أمين القاسمي
لم ينكر محمد أمين القاسمي امتلاكه للدراجة النارية التي استعملها القاتل في الهروب من مكان الجريمة وكانت روايته كالآتي حسب ما أكده لنا مصدر موثوق به حيث أكد أنه يعرف القاتل وغادرا معا يوم 6 فيفري 2013 من جهة الكرم نحو مكان الجريمة مستعملا دراجته النارية من نوع بيجو 103 للوصول للمكان المحدد واعترف بأن كمال القضقاض استعمل سيارة من نوع «فيات سيانا» للوصول لمنزه 6 برافقة شخص آخر وبوصولهم لمحيط العمارة التي يقطن بها الهالك واصلت السيارة المذكورة سيرها عبر الأنهج المؤدية لمنزل شكري بلعيد في حين رابض على مستوى مدخل حديقة العمارة محاذ للطريق الرئيسية المنفذ المباشر إلى باب العمارة بناء على اتفاق سابق مع المدعو«كمال» وبعد مرور حوالي الربع ساعة من وصوله للمكان استمع إلى ثلاث طلقات نارية متتالية تلتها طلقتان وبإلتفاته إلى مدخل الحديقة شاهد «كمال» يمسك بمسدس ناري ويتجه نحوه مسرعا بحالة إرتباك وقفز فوق الدراجة وطلب منه الفرار.
المتهم الخامس
أحد المتهمين وهو في حالة سراح له علاقة بمحمد علي دمق منذ 5 سنوات ووصفها بالعلاقة السطحية وتعرف عليه بولاية صفاقس عن طريق أحد أصدقائه وأكد انه اتصل به يوم 5 فيفري 2013 لأن صديقه المكنى ب«أبو قتادة»اتصل به من مطار تونسقرطاج وأعلمه أنه سيسافر الى تركيا ويرغب في المساعدة بمبلغ مالي يقدر ب 150 دينارا ووعده بأنه سيوفره له ولهذا السبب اتصل بمحمد علي دمق هاتفيا وطلب منه التحول إلى المطار وتمكين صديقه من ذلك المبلغ وفعلا نفذ «دمق» ما طلب منه وعاود الاتصال لاحقا به ليعلمه أن «أبو قتادة» لم يسافر وطلب منه مجددا العودة إلى المطار لتسلم المبلغ وبعد ثلاثة أيام أي يوم 8 فيفري 2013 إلتقى بأبو قتادة صدفة فتبادل معه التحية دون أن يخبره عن سبب إلغائه السفر إلى تركيا. تفاصيل خاصة عن المتهمين
يبلغ حاليا عدد المتهمين خمسة أشخاص ثلاثة منهم تحت الايقاف وإثنان في حالة فرار وهذه لمحة عنهم وعن حياتهم.
المتهم بالقتل كمال القضقاضي
كمال القضقاضي شهر الزمقتال من مواليد 1970 سافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في رحلة دراسية حيث تعرف على صديقته هناك وقرر العيش في أمريكا لكن أحداث 11 سبتمبر 2011 حالت دون ذلك وعاد مكرها إلى تونس مما جعله يرفض التأقلم مجددا مع الحياة في تونس ومن هنا بدأ يدخل في تيار ديني متشدد ويتعلم فنون القتال لذلك سمي بالزمقتال وهي رياضة معروفة في أفغانستان يمارسها المقاتلون هناك وهو صديق محمد أمين القاسمي.
محمد أمين القاسمي
من مواليد 1987 صاحب محل ألمينيوم يقطن بالكرم الغربي متزوج وله طفل والده ضابط جيش متقاعد عاش عديد المصاعب في حياته وأثر فيه كثيرا وفاة والدته. مستواه التعليمي ثانوي سن الزواج 22 سنة هوايته قيادة الدرجات النارية أصبح من التيار السلفي بعد الثورة
له علاقة بقيادات سلفية صديق المتهم بالقتل كمال القضقاضي
ياسر المولهي
من مواليد 1979 متزوج مستشار فني بشركة إعلامية أب لطفلين يملك سيارتين احداهما استعملت في الجريمة مستوى تعليمي باكالوريا بمعهد خاص في 2112 سجل بجامعة خاصة يتاجر في بيع وشراء السيارات منذ 2006 صديق مقرب من محمد علي دمق ينتمي إلى التيار السلفي محمد علي دمق من مواليد 1979 متزوج وله أبناء حلاق يقطن بأريانة من مواليد صفاقس مستوى تعليمي ثانوي يتاجر في كراء السيارات صديق مقرب من ياسر المولهي
أحمد الرويسي
من مواليد 1967 يعرف ب«السوكاتي» قاطن بطبربة منحرف خطير معروف بسوابقه العدلية من التهم الموجهة إليه في عديد القضايا هي الاتجار بالمخدرات وتكوين عصابة مفسدين كما عمد بعد الثورة إلى السرقة والنهب والحرق. محكوم عليه ب14 سنة سجنا كان يمتهن سابقا قراءة الأبراج التحق في أحداث الثورة الليبية بكتبية شهداء 28 ماي التابعة للمجلس المحلي ببني وليد وتحديد ا من 4 سبتمبر 2011 إلى غاية 20 أكتوبر 2011 حيث تلقى تدريبات عسكرية في فنون القتال عاد إلى تونس متسللا ليواصل نشاطه كسلفي جهادي متخفيا تحت أسماء مستعارة ومزيفة تربطه علاقة بصاحب السيارة ياسر المولهي دائما يتجول في العاصمة بالسيارة التي تمت بها الجريمة. استجواب سلفيين بالكاف : حقيقة الاعتداء على شكري بلعيد قبل اغتياله
من ولاية الكاف تم استجواب مجموعة من السلفيين هاجموا اجتماعا قام به حزب الوطنيون الديمقراطيون بالجهة وتم الاعتداء على الشهيد شكري بلعيد. بتاريخ 2 فيفري 2013 تعرّض شكري بلعيد للاعتداء بالعنف من قبل ثلاثة سلفيين وتوجهوا له بالكلام التالي «اهبط يا عدو ا& أخرج يا كافر، ا& أكبر، ا& أكبر» وبسبب هذا الكلام تم توجيه أصابع الاتهام لهم وتم استجوابهم ولكنهم تمسكوا بالانكار نافين هذه التهم، وأطلق سراحهم.
ماذا في الوصية التي عثر عليها تحت كرسي الحلاق ؟
إثر عملية تفتيش قام بها عدد من قوات الأمن في محل الحلاقة الذي يعمل به المتهم محمد علي دمق تم العثور على مجموعة من الوثائق حجزت كلها. حسب مصدر موثوق به فإن هذه الأغراض المحجوزة تتمثل في: كراس شبه ممزق يحتوي على جملة من عمليات تسويغ السيارات من بينها السيارة نوع فيات سينا التي نفذت بها الجريمة وهي مسوغة من 18 جانفي الى 11 فيفري 2013 لشخص يدعى «منذر». تم العثور على 3 صدريات برتقالية اللون كتب عليها «أنصار الشريعة». وجود وصية خطية باسم المتهم تحت كرسي الحلاق كتب فيها حسب نفس المصدر «إذا صارتلي أي حاجة اتصرفوا بعدي».
في جريمة الاغتيال : 133 شاهدا في القضية وشهادة امرأة تكشف معلومات خطيرة
بلغ عدد الشهود في هذه القضية ال133 شخصا منهم المتهمون وعائلة الشهيد شكري بلعيد وأصدقاؤه والأجوار وعدد من المحيطين بالجريمة. حسب معطيات تحصلنا عليها اعتمد أعوان الأمن وفرقة الأبحاث على شاهدة أكدت أنها يوم 5 فيفري 2013 استمعت الى ثلاثة رجال يتناقشون بصوت عال في حدود الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل واستمعت الى أحدهم وهو يقول: «تطلعشي سمعت» فأجابه الثاني «لا مسمعتش» ثم غادروا المكان وربطا بالأحداث المتتالية فإن هناك امكانية لتواجد المتهمين في محيط العمارة التي يقطنها الهالك.