من البداية دخل الفريقان في صراع تكتيكي من اجل الاستحواذ على منطقة وسط الميدان التى شهدت كثافة عددية من الجانبين واذا كان ابناء المدرب «بوشي» قد سعوا الى افتكاك هذه الرقعة من الملعب لتضييق كل المساحات الممكنة وتعطيل البناء الهجومي للاعبي النادي الافريقي. المستقبل سعى الى محاصرة مثلث الرعب الذي نعني به زهير الذوادي وماهر الحداد وجابو, فانّ الضيوف بحثوا من خلالها عن نقطة ضغط ومساحة تنطلق منها عملياتهم الهجومية في اتجاه مرمى المنافس.
كل ما ذكرناه طبع على نسق اللقاء الذي انطلق سريعا من الجانبين مع اسبقية واضحة للفريق الضيف الذي حاول التحكم في الكرة ونسج بعض العمليات كادت احداها ان تأتي بالجديد خاصة في الدق 6 عن طريق اللاعب ماهر الحداد الذي كان في مكان مناسب للتهديف لكنه يسقط جراء التحام مع الحارس والحكم يامر بمواصلة اللعب, محاولة تلتها اخرى بواسطة اللاعب الهذلي الذي راوغ الدفاع ثم قام بامداد ذكي في اتجاه القصداوي الذي اضاع فرصة للتهديف.
انكماش دفاعي للمحليين
في الجهة المقابلة لم يقدم ابناء المرسى ما يوحي برغبتهم في التهديف والوصول الى مناطق منافسهم حيث اكتفوا بتامين التغطية الدفاعية وركزوا طريقة لعبهم على اسلوب الهجمة العكسية التي لم تؤت اكلها بوجود المهاجم الميساوي في عزلة تامة والفرصة الوحيد ل»القناوية» كانت في الدق 22 بتسديدة قوية من عبدالقادر ضو مرت جانبية بقليل وأخرى في بنفس الطريقة في الدق 29 ما عدا ذلك كان حارس الافريقي في شبه اجازة ولم يتلقّى اي تهديد يذكر.
في اتّجاه واحد للضيوف
سيطرة الافريقي تواصلت وضغط رهيب فرضه ابناء الكوكي على منافسهم طيلة الشوط الاول وكل المحاولات بتنوعها وتعددها كانت توحي باقتراب موعد التهديف لكن لا الذوادي استطاع تحقيق ذلك خاصة في الدق 30 والدق 32 بعد انفراده بالحارس ولا زميله القصداوي نجح بعد ان توفرّت له اكثر من نصف الفرص وكانت اوضحها في ال 35 و45 , الافريقي فعل كل شيئ فوق الميدان الاّ التسجيل في مقابل يقضة دفاعية للمنافس وتألق كبير للحارس زياد الجبالي.
أرضية الميدان, منافس آخر
الافريقي لعب ضد منافس احكم الانتشار فوق الميدان ولعب ايضا ضد منافس اخر وهي ارضية ملعب الشتيوي التي ساءت حالتها الى الحد الذي استحال معها تقديم لعب جميل ومنظم من هذا الجانب وذاك.
تكريم بين الشوطين
فترة الراحة بين الشوطين تخللتها لقطة وفاء من هيئة المرسى لروح الفقيد لسعد الورتاني من خلال تكريم زوجته وابنه اللذين حضرا في ملعب الشتيوي.
«القناوية» في صورة أفضل
الفترة الثانية من اللقاء شهدت استفاقة نسبية للمرسى الذي بادر لاعبوها بنسج بعض العمليات الهجومية احرجت دفاع الافريقي خاصة بواسطة المهاجم نبيل الميساوي وامير العمراني لكن الدقة والتركيز غابتا على مهاجمي «القناوية» في الامتار الاخيرة مثلما غابت النجاعة في الدق 53على اللاعب عبدالقادر ضو الذي انفرد بالحارس وكرته جانبية ومثلها على اللاعب طامبادو الذي كاد يغالط الدخيلي بتسديدة قوية في الدق 75 .
جابو يهدي الفوز كالعادة
الافريقي تقلّصت خطورته في الشوط الثاني مع تراجع المستوى البدني لبعض لاعبيه وارتكز لعبه على محاولات فردية من الجزائري جابو الذي أطنب في احتكار الكرة في اكثر الاحيان واضاع على زملائه كرات ثمينة كان بالامكان استغلالها, جابو الذي اهدر عديد الفرص تمكّن في الدق 87 من مغالطة الحارس الجبالي بعد ان راوغ الدفاع ليهدي فوزا هاما لفريقه لم يكن سهلا امام منافس محترم.