الخلاف الذي شبّ بين اللاعبين الدوليين أسامة البوغانمي ومروان شويرف والمشرفين على فرع كرة اليد بالنادي الافريقي حول شروط تجديد عقديهما بالفريق هو الدليل القاطع بأن رياضة كرة اليد لم ترتق بعد الى المكانة التي هي بها جديرة، وأنها لم تبلغ القيمة المضافة المرجوة بالرغم من تحقيقها لنتائج ايجابية على الصعيد الدولي خاصة من خلال مشاركتيهما في الألعاب الاولمبية لندن 2012 والبطولة العالمية إسبانيا 2013. صحيح ان عائدات كرة اليد في البطولة الوطنية ليست ذات اعتبار ولا وزن لها في خزينة الأندية، صحيح ان القنوات التلفزية العمومية والخاصة مازالت تسعى الى مجانية النقل وبالتالي الى استغلال شغف التونسيين بهذه الرياضة. صحيح ان المستثمرين والمستشهرين لم يدرجوا الى حد الآن هذه الرياضة في سياساتهم الترويجية لمنتوجهم، ولكن ما هو ذنب اللاعبين في ذلك وهم الذين لهم الدور الأبرز في الارتقاء بكرة اليد الى مستوى العالمية؟
المسألة تتطلب حسب رأينا نظرة جديدة من قبل المسؤولين في الأندية الى كرة اليد والكلام موجه أساسا الى رئيس النادي الافريقي سليم الرياحي. ماذا لو كان أسامة البوغانمي ومروان شويرف لاعبي كرة القدم؟ ما فضل لاعبي كرة القدم في الافريقي على الافريقي وعلى كرة القدم التونسية عامة؟ ألا يستحق البوغانمي وشويرف لفتة خاصة من رئيس النادي؟ بل أيعقل أن يواصل فرع كرة اليد في الافريقي التخبط في مشاكل فرق هاوية؟
إن التلفزات والمستشهرين لن يعطوا كرة اليد حق قدرها إذا ما لم تبادر الأندية بذلك ولا عيب ان ننظر الى لاعبين من طراز البوغانمي وشويرف والعلويني وبن صالح والصانعي والتومي وغيرهم من الجيل الصاعد بوصفهم نجوما لأن كرة اليد بحاجة فعلا الى «النجومية» لمزيد فرض وجودها..