لم تكن معتمديتا المطوية ومنزل الحبيب على غرار بقية أغلب مناطق ولاية قابس بمنأى عن انتشار نزلة البرد الموسمية وقد نتج عن ظهور هذا المرض في هذه الربوع وفاة شاب ذي 27 ربيعا. هذا الشاب المتوفي هو أصيل إحدى مناطق معتمدية منزل الحبيب نتيجة إصابته بفيروس أنفلونزا الخنازير وقد بين إجراء التحاليل المخبرية تأكيد سبب الوفاة الذي يعود إلى هذا الفيروس.
وأمام ذياع خبر تسجيل وفيات بهذا المرض في ولاية قابس سرعان ما أصيب المواطنون بهلع شديد نظرا لإمكانية تعرضهم للإصابة. ولإستجلاء الوضع الوبائي في هذه الربوع اتصلت «الشروق» بالطبيبة الصالحة صالح رئيسة الدائرة الصحية بمعتمديتي المطوية ومنزل الحبيب حيث ذكرت أن ظهور مرض نزلة البرد الموسمية في شهر فيفري فاجأ الجميع نظرا لأن بروزه عادة ما يكون خلال شهر ديسمبر وفي بداية جانفي من كل عام وهذا المرض يسببه فيروس من نوع (H1N1) A وينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق التعرض للسعال أو العطاس من قبل أشخاص مصابين أو ملامسة الأدوات الملوثة بالرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس أو التعامل المباشر مع الخنازير المصابة. وحول أعراض الإصابة بأنفلونزا الخنازير لدى الإنسان تذكر ضيفتنا أنها مشابهة لأعراض الأنفلونزا الموسمية وتبرز بالخصوص في ارتفاع في درجة حرارة الجسم وإصابة الجهاز التنفسي مع سعال مستمر وحالة فتور تام وقشعريرة متكررة وسيلان في الأنف مستمر وصعوبة في البلع وصداع وإسهال وقيء وأكدت محدثتنا للشروق أيضا أنه منذ بداية شهر فيفري الحالي وبصفة غير منتظرة يتردد يوميا عدد هام من المرضى على مختلف الفضاءات الإستشفائية والصحية بالمنطقة على غرار المستشفى المحلي بوذرف وقسم الطب الإستعجالي و17 مركزا للرعاية الصحية الأساسية المنتصبة بمختلف مناطق معتمديتي المطوية ومنزل الحبيب وعلى سبيل الذكر وليس الحصر نسجل يوميا بالمستشفى المحلي بوذرف حوالي 80 بالمائة من بين المرضى مصابين بنزلة البرد وتم تمكينهم من العلاج الملائم وأبرزت أن الإصابة بهذا المرض تكون مصاحبة بأعراض عديدة إلى جانب ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة جسم المريض وأضافت قائلة أنه منذ بداية هذا الشهر تم كشف حوالي 20 حالة اشتباه بإصابة فيروس أنفلونزا الخنازير بقسمي العيادات الخارجية والطب الإستعجالي حيث نقل هؤلاء المرضى إلى قسم مختص في الأمراض السارية بالمستشفى الجهوي بقابس أين توفي أحدهم وهو شاب لا يتجاوز عمره 27 سنة والبقية تمت معالجتهم نهائيا، وحول الإجراءات الوقاية بغية الحد من انتشار هذا الفيروس في صفوف المواطنين ذكرت الطبيبة الصالحة صالح أنه استفاد عدد هام من المرضى المزمنين على غرار المصابين بداء السكري وأمراض ضغط الدم والشرايين والقلب بالتلقيح ضد النزلة إلى جانب تمكين الأعوان العاملين بالقطاع الصحي بين أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وعملة في مختلف الفضاءات الصحية بالتلقيح الاختياري وتمكينهم من الأدوات الوقاية أثناء أداء عملهم، ولمزيد تعزيز احتياط الوقاية تشهد مختلف فضاءات المؤسسة الإستشفائية التي تهم بالخصوص الأقسام الطبية الداخلية والعيادات الخارجية إجراءات نظافة بمواد مطهرة مما يساعد على القضاء على مكامن تواجد الفيروس.
وتدعو محدثتنا المصالح الفلاحية والإدارية الجهوية والمحلية منها إلى الإسراع بتنظيم حملات إبادة لحيوان الخنزير الذي يتواجد بأعداد هامة في واحتي المطوية ووذرف بالخصوص نظرا لأن هذا الحيوان يعد بؤر تكاثر هذا الفيروس.
وختمت حوارنا بالإشارة إلى أنه رغم خطورة هذا المرض فإن المواطن بإمكانه تجاوز تطورات الإصابة من خلال حرصه الشخصي على المواظبة بالالتزام بالنظافة وتجنب الاحتكاك بالأشخاص المصابين بنزلات برد. ومن جانبنا ندعو مصالح التربية إلى مساعدة الهياكل الصحية على توفير أدوات الحماية من كمامات ومناديل ورقية لفائدة رواد المؤسسات التربوية والتعليمية للحد من انتشار فيروس الأنفلونزا ومطالبة فرق الصحة المدرسية بالتكثيف من حصص التثقيف الصحي حول طرق الوقاية من هذا المرض بالوسط المدرسي.