حسمت «الفيفا» رسميا نهاية الأسبوع الفارط مثلما أشرنا الى ذلك ملف لاعب بولونيا الايطالي سفير تايدر الذي أصبح مؤهلا من الناحية القانونية لتعزيز صفوف المنتخب الجزائري وهو الذي كان قبل ذلك محلّ اهتمام أيضا من طرف مسؤولي الجامعة التونسية لكرة القدم باعتباره يحمل الجنسية التونسية. تفضيل اللاعب تايدر ألوان المنتخب الجزائري على حساب منتخبنا كان في النهاية أمرا متوقعا على الأقل بالنسبة للمطلعين على خفايا الأمور وذلك لعدة اعتبارات لعل أهمها جدية وحرفية مسؤولي الكرة في الجزائر وطريقة تعاطيهم مع هذا الملف من خلال انتقال مدرب منتخب «الخضر» في مناسبتين الى ايطاليا للتحدث مباشرة مع اللاعب وكان قد سبقه في ذلك رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم محمد روراوة الذي انطلق مباشرة في البناء لمنتخب جديد بعد خيبة الجزائريين في جنوب إفريقيا وشرع في اتصالاته بأكثر من لاعب ينشط في البطولات الأوروبية ومن بينهم تايدر الذي فعل كل شيء لإقناعه باللعب لمنتخب الجزائر.
تفاصيل عملية تأهيل «تايدر»
كل لمعطيات الخاصة بتوقيع تايدر لفائدة الجانب الجزائري تؤكد أن اللاعب المعني قد حسم قراره منذ مدة وبالتحديد في الفترة التي التقى فيها رئيس الاتحاد الجزائري ثم حسم الأمر بشكل رسمي صبيحة الثلاثاء الفارط أي ساعات قليلة قبل انطلاق مباراة فريقه ضد فيورنتينا في الدوري الايطالي حيث أمضى لحظتها على وثيقة التزامه اللعب مع الجزائر وكان قد طلب قبل ذلك من شقيقه نبيل تايدر مساعدته في جلب بعض الوثائق من تونس لضمّها الى ملفه، مما يعني أن هذا الأخير رغم اختياره مبدإ عدم الانحياز لأي جهة كان في الأصل على علم بقرار شقيقه الأصغر منذ فترة طويلة.
الجريء منشغل بصراعه مع الوزير
في الفترة ذاتها لم يكن الوقت يسمح لرئيس الجامعة وديع الجريء بالتعاطي الجيد مع ملف تايدر بقطع النظر عما يمكن أن يضيفه هذا اللاعب الى فريقنا الوطني وذلك بسبب انشغاله الكبير بمهمة حبك خيوط مسرحية تعيين الاطار الفني للمنتخب والسبيل الى إهداء هذا المنصب لنبيل معلول دون سواه، ثم انشغاله في مرحلة موالية بكيفية إحراز التفوق في جبهة الصراع التي فتحها على نفسه مع روراوة.
معلول وضع الجميع في نفس السلّة
معلول نفسه الذي وعد باستمالة اللاعب وإقناعه باللعب لفائدتنا ضمن إطار حملة دعائية تعامل مع ملف تايدر بشيء من التعالي وتصرّف على نفس المنوال الذي أتاه مع بعض لاعبينا العاطلين في البطولات الأوروبية على غرار سفيان الشاهد وكريم حقي حين اكتفى بمجرد اتصال هاتفي (حسبما جاء على لسان اللاعب في إحدى وسائل الاعلام الجزائرية) ولم يكن ذلك كافيا لجعل اللاعب يوافق على المقترح المقدم له ولا على لقاء معلول أصلا.
المال قوام الأعمال
عامل آخر رجح كفة الجزائر هو بالتأكيد العامل المالي حيث كان اللاعب طالب بمبلغ مالي مقابل اللعب لفائدة هذا المنتخب أو ذاك ويبدو أن الجامعة الجزائرية استجابت في حين ماطلت الجامعة التونسية.