نظمت جمعية دار الخير بمدينة قصر هلال مؤخرا ندوة حول آفاق المالية الإسلامية قدمها الدكتور عز الدين خوجة المدير العام لمصرف الزيتونة والأمين العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية. وكانت الندوة فرصة اطلع خلالها الحاضرون بقصر البلدية على مفهوم المالية الإسلامية بصفة عامة وعلى واقعها وآفاقها في الدول العربية والأوروبية وسعى خلالها الدكتور عز الدين خوجة إلى استعراض المبادئ التي يقوم عليها نظام المصارف الإسلامية وإلى توضيح مفهومي المرابحة والمضاربة اللذين يعتمدان البيع والشراء بالإضافة إلى تبيان مسألة الربا التي وقع تحريمها في المعاملات المالية وفق ما جاء في الشريعة الإسلامية.
وقال الدكتور خوجة إن «المشرفين على مصرف الزيتونة وخلال إرسائهم أول بنك في السبعينات وجدوا صعوبات كبيرة في التعريف بنشاط مصرفهم ومبادئه كما وجدوا صعوبات في إقناع المواطنين بطرق التعامل غير أنه وبعد الأزمة العالمية زالت الحواجز وذللت الصعوبات وأصبح الاهتمام بالمالية الإسلامية أكبر وتغيرت نظرة رجال الفكر والاقتصاد والخبراء إلى هذه المنظومة المستلهمة من الدين الحنيف ومن الفقه العظيم وهي المنتج الخاص التي لها جذور وثوابت»
كما أوضح الدكتور خوجة أن المالية الإسلامية تقوم على ركائز أساسية هي العقيدة والأخلاق والعبادات والمعاملات والعقود وأن الأخلاق والعبادات وإن لم تكن تتفاعل مع العقود والمعاملات فلا جدوى من ورائها.
وبين المدير العام لبنك الزيتونة خلال الندوة أن لا تنمية إلا باقتصاد ولا اقتصاد إلا ببنوك ولا بنوك إلا بفائض وهو ربح قائم وإن اختلفت حوله التسميات، وأبرز الفوارق والاختلافات والاتفاقات أيضا بين البنك الإسلامي والبنك التقليدي من حيث الأهداف وطرق العمل وأشار إلى أن الدول الأوروبية تتجه اليوم إلى المالية الإسلامية باعتبارها النموذج في المعاملات المصرفية واستشهد ببريطانيا وفرنسا بالخصوص.
وتحدث خوجة عن آفاق المالية الإسلامية في تونس وقال إنها تمثل المستقبل في المعاملات المصرفية وإن النية تتجه إلى إنشاء حوالي 100 فرع لبنك الزيتونة بكامل أنحاء الجمهورية كما تحدث بصفة مبسطة عن كيفية التعامل مع الموظفين بالخصوص والحرفاء بصفة عامة في ما يتعلق بالادخار والتمتع بمختلف الخدمات التي يعتبر فيها البنك علاقته بالحريف علاقة مشاركة وليست علاقة دائن بمدين.