شهد محيط المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدسالمحتلة امس توترا أمنيا شديدا ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي حاولت باختلاف شرائحها من جيش ومخابرات، ومستوطنين اقتحام المسجد الأقصى منذ صباح يوم امس. وقال مدير العلاقات العامة بمؤسسة الأقصى محمود أبو عطا في بيان صحفي: «إن عدّة محاولات للمستوطنين وجيش الاحتلال باءت بالفشل في اقتحام قبة الصخرة منذ صباح امس وحتى ساعات ما بعد الظهر».
وأشار إلى أن مجموعة من جنود الاحتلال ومجنداته يقتحمون منذ الصباح ساحات الاقصى بشكل جماعي ضمن ما يعرف بجولات الاستكشاف والارشاد العسكري، وانه سبق ذلك محاولة اقتحام من طلاب يهود للجامع القبلي، لكن طلاب وطالبات العلم الفلسطينيين، وحراس الاقصى تصدوا لهم، ومنعوهم من اقتحام قبة الأقصى.
وأفاد ابو عطا ان حراس الاقصى منعوا كذلك مجموعة من افراد المخابرات الاسرائيلية يقدر عددهم بنحو 40 فرداً من دخول الجامع القبلي مشيرا الى ان هناك استنفارا أمنيا لقوات الاحتلال ووجودا مكثفا للقوات الخاصة، واعدادا من المصلين من اهل القدس والداخل الفلسطيني خاصة طلاب وطالبات مصاطب العلم بالمسجد الاقصى المبارك.
وقال انه منذ الصباح هناك حالة رباط من قبل المصلين في المسجد وان المشهد متوتر جدا بسبب محاولة قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين اقتحام المسجد الاقصى بقوة السلاح.
وبين ان المصلين يتصدون لهم بأبسط امكاناتهم من خلال الحضور المكثف في المسجد والتكبير والتهليل وقراءة القرآن، ورفع المصاحف؛ انتصاراً للاقصى الشريف، وترديد الشعارات «بالروح بالدم نفديك يا اقصى»، مشيرا الى ان المصلين يتوزعون على عدد من مصاطب العلم في المنطقة الجنوبية والغربية وجزء من المنطقة الشرقية(بترا). وأوضحت «مؤسسة الاقصى» انه بعد ذلك، قامت مجموعة من جنود ومجندات الاحتلال باقتحام المسجد الاقصى ضمن ما يعرف بالجولات الارشادية والاستكشافية العسكرية، وتوزعوا على مجموعات في انحاء متفرقة من الاقصى وهم يتلقون شروحا عن أقسام الاقصى ومخططات بناء الهيكل المزعوم.
ومن جانبها حذّرت «مؤسسة الاقصى» في بيانها من هذا التصعيد في حدة الاقتحامات والانتهاكات الاحتلالية المتنوعة والمتكررة بحق المسجد الاقصى، مشيرة الى ان الأخير دخل مرحلة الخطر الشديد المحدق.
واشارت المؤسسة الى ان هذه الاقتحامات تأتي عشية ما يسمى ب«موسم الاعياد اليهودية» التي تجعل من المسجد الاقصى هدفا مباشرا للاقتحامات والانتهاكات. ودعت العالمين العربي والاسلامي الى اتخاذ خطوات لازمة من أجل حماية مسرى الرسول الكريم وقبلة المسلمين الاولى وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار .
والجدير بالذكر ان المسجد الاقصى شهد في الأيام الأخيرة حملة شرسة من قبل الجماعات اليهودية واذرع المؤسسة الاسرائيلية، وبرز ذلك من خلال الاعتداء على المصحف الشريف على يد ضابط اسرائيلي الى جانب محاولة اقتحام مسجد قبة الصخرة من قبل القيادي في حزب الليكود موشي فيغلين، الذي أعلن في مقابلة صحفية انه سيكرر محاولته اقتحام مسجد قبة الصخرة، مدعيا بأنه قدس الأقداس ومكان الهيكل المزعوم.