كيف تقارب المعارضة انسحاب وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي من حقيبة وزارية حساسة مثلت عصب استمرار الدولة في البلاد ؟ , وهل تعتبر أنها فوتت على نفسها فرصة الحوار مع الطرف الحاكم بعد 6 فيفري على قاعدة التوافق السياسي؟ الشروق استطلعت آراء المعارضة في هذا الخبر. واكد أول امس الزبيدي خبر استقالته وارجعها الى عدم قدرته على تحذير الاطراف السياسية الحاكمة الى خطورة الأوضاع التي تمر بها البلاد واشار الى انه اراد تنبيه السياسيين خاصة في ظل الاعتماد على المحاصصة الحزبية وتواصل التجاذبات السياسية، ومن جهة اخرى تشير الاوضاع الراهنة الى ان البلاد سياسيا عادت الى ما قبل 6 فيفري تاريخ اغتيال المناضل شكري بلعيد وهو ما يطرح سؤالا حول دور المعارضة في تضييع تلك الفرصة على اطلاق حوار وطني شامل للخروج من الازمة التي تمر بها البلاد منذ اشهر.
محمد الكيلاني «الحزب الاشتراكي» : رجل أعطى الهيبة لوزارة الدفاع والجيش
محمد الكيلاني يرى بأن الحكومة القادمة ستكون اعادة انتاج للحكومة السابقة لذلك وجود اسماء او تغييرها ليس قضية وان كان الزبيدي رجلا أعطى هيبة لوزارة الدفاع وللجيش وهو امر جيد لكنه يبقى ثانويا امام ما تقوم به الحكومة.
من جانب آخر أوضح بأن المعارضة ضيعت فرصة الحوار قائلا أنه «عوضا عن ان تتجه موحدة وكان بإمكانها ان توحد الشعب الغاضب الذي نزل لتشييع شكري بلعيد، الشعب اعطى رسالة للأحزاب وهي انه جاء ليس فقط لحرقة في داخله وانما لان كل الناس جاؤوا الى هناك وطالبوا ان يكونوا جميعا في الجنازة وهو ما يعني ان وحدة القوى الديمقراطية واليسارية وغيرها كانت هناك موحدة فالشعب اظهر ان تجمع كل تلك القوى هو افضل طريق لتوحيد الشعب وتمكينه من الحركة».
وأضاف «عندما نظمنا الجنازة وانتهى الامر دون ان نعطيه افقا ولم يكن لدينا افق لما بعد الجنازة لذلك بعد دفن شكري دخلنا في نوع من الحيرة وبقي الشعب من ورائنا حائرا وعدنا ثم خرجنا وضربنا بالغاز المسيل للدموع واعتدوا علينا وانتهى الامر الى تفكك تلك الحركية وبالتالي حتى على مستوى السياسة فيما بعد عادت حليمة الى عادتها القديمة الى حالتنا السابقة وبهذه الصورة ضيعت المعارضة على نفسها فرصة كبيرة كان بإمكانها ان تفرض بها الحوار الوطني».
رضا بالحاج «نداء تونس» : انتكاسة كبيرة للانتقال الديمقراطي يرى رضا بالحاج ان الاستقالة « اكبر انتكاسة لعملية الانتقال الديمقراطي باعتبار انه امن المرحلة الانتقالية الاولى بكفاءته وبحياده المطلق وباحترامه للمؤسسة العسكرية باعتبارها مؤسسة جمهورية، كل هذا امن المرحلة الاولى وخفف من اضرار المرحلة الانتقالية الثانية وخفف من انحرافات الحكومة من خلال القيام بدور حيادي، اليوم مغادرته للحكومة يشكل انتكاسة كبيرة للانتقال الديمقراطي».
غير أنه اعتبر أن خروج الزبيدي «لم تفوت الفرصة والمعارضة في اغلبها ساندت مبادرة السيد حمادي الجبالي باعتبارها تحمل مؤشرات انجاح المسار الانتقالي لكن الافشال تم بواسطة حركة النهضة، ان افشال المبادرة لا يعود الى المعارضة بالعكس المعارضة بما فيها الاتحاد من اجل تونس بكل مكوناته ساند مبادرة الجبالي لكن حركة النهضة كانت تهدف الى تكوين حكومة حزبية ولم تكن متحمسة لمبادرة امينها العام وهذا سبب الازمة السياسية المستفحلة اليوم».
عصام الشابي «الحزب الجمهوري» :عمق الأزمة
بدوره بين القيادي في الحزب الجمهوري أن ما راج من اخبار عن اعتزام السيد عبد الكريم الزبيدي الاستقالة وان لا يكون ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة يدل على عمق الازمة التي تعيشها البلاد والصعوبات الحقيقية التي تواجهها حركة النهضة والترويكا الحاكمة والسيد علي العريض في تشكيل الحكومة اعتبر ان السيد الزبيدي قام بدور حيوي ورئيسي هو والسيد رشيد عمار باعتباره قائد الجيوش الثلاثة في المحافظة على المؤسسة العسكرية باعتبارها مؤسسة وطنية حازت على ثقة كل التونسيين وهي المؤتمنة الآن على امن التونسيين وهي ملجؤهم الاخير في حماية الانتقال الديمقراطي وحماية البلاد من كل الهزات واتمنى ان لا يكون الخبر صحيحا بل نتمنى ان تكون الوزارات الاخرى على غرار وزارة الدفاع.
نحن اخذنا وزارة الدفاع ووزير الدفاع على اساس انهما نموذج لما يجب ان تكون عليه وزارات السيادة واتمنى ان لا يكون الخبر صحيحا خاصة اننا لن نخرج من تشكيل حكومة الترويكا اثنان وهي اضعف من الحكومة التي سبقتها خاصة انها غير قادرة على تقديم برنامج يخول لها تجاوز عثرات الحكومة الاولى والعريض ليس في جعبته ما يمكنه من تجاوز تلك الخلافات وسيبحث عن اغلبية بسيطة في المجلس لتمرير حكومته في الوقت الذي كان من المفترض أن يسعى إلى أن يكون حولها اجماع.
في المقابل أشار إلى أن المعارضة لم تترك فرصة ولا وسيلة الا ودعت الى الحوار وشاركت في الحوار الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل لكن الحوار يكون بين طرفين لكن من هم في السلطة اليوم يرفضون الحوار وكنا نعتقد ان الجنازة المهيبة التي خرجت لتشييع الشهيد شكري بلعيد كانت رسالة قوية من الشعب التونسي دعا فيها الى حوار وطني وكان على الحكومة ان تستغلها، لقد حاول السيد حمادي الجبالي استثمارها لبعث صدمة ايجابية لكن للأسف الاداء السياسي الرديء للترويكا الحاكمة حولها الى صدمة سلبية.
نحن كان امامنا اما المطالبة بإسقاط الحكومة واسقاط المؤسسات الشرعية وندخل في مغامرة سياسية نهايتها غير معروفة او كان بإمكاننا ان نكون كمعارضة أحزابا مسؤولة تجعل من الاحداث السياسية التي شهدتها بلادنا دافعا إلى الحوار وهو ما جعل كل الاحزاب تدعم مبادرة الحوار التي دعا إليها السيد حمادي الجبالي بل ودعمت تلك المبادرة رغم انه امين عام حركة النهضة ولم نكن نعلم ان هناك خلافات بينهم، رأينا انها مبادرة بإمكانها تحريك الاوضاع ودفع البلاد نحو مخرج من هذا المأزق لكن مع الاسف حركة النهضة اول من اعلن عن معارضته لمبادرة الجبالي وهي من يعارض الحوار الوطني.
سمير الطيب «حزب المسار» : صدمة حقيقية سمير الطيب عبّر عن صدمته معتبرا أن المعارضة كانت ضامنة لحياد المؤسسة العسكرية وتمنى الطيب ان يتراجع الزبيدي عن الاستقالة قائلا «اوجه إليه دعوة من هنا بانه وان كان يريد الخروج فان تونس مازالت في حاجة اليه ونتمنى ان يبقى على رأس وزارة الدفاع بالتعاون مع السيد رشيد عمار».
في المقابل نفى سمير الطيب أن تكون المعارضة قد فوتت على نفسها فرصة الحوار قائلا «إن الاطراف الحاكمة وخاصة حركة النهضة كانوا في وضعية دفاعية ويريدون القول بانهم غير معنيين بما وقع وبالعنف وظلوا في حالة دفاعية مما جعل الحوار معهم غير ممكن في تلك الفترة، نتمنى ان يكونوا الآن مستعدين اكثر لكن مباشرة بعد اغتيال شكري بلعيد لم تكن هناك امكانية خاصة انهم كانوا يتهجمون وراينا التظاهرات التي قاموا بها وكيف كانوا يتهجمون على المواطنين».
في الأسبوع الأول من ماي : إضراب بيومين في البريد شافية براهمي قررت الهيئة الإدارية القطاعية للبريد والاتصالات الدخول في إضراب بيومين في قطاع البريد في الأسبوع الأول من شهر ماي كآخر أجل. كما قررت مبدأ الاضراب في قطاع الاتصالات في صورة عدم تراجع الادارة في البرامج المزمع تنفيذها مثل التصرف بالأهداف (MBO) والتسريح المقنع عبر المغادرة الطوعية إلى جانب الاستجابة لمطالب أعوان مركز النداء. وأكدت الهيئة الادارية ان أي تراجع في اتفاق 9 فيفري 2011 ستكون نتيجته الاضراب الذي ستقرر تاريخه ومدته الهياكل النقابية. أما في ما يخص المناولة، فقد تقرر الدخول كذلك في إضراب إذا لم تطبق الاتفاقيات السابقة.