لم تجلب أسماء الوزراء في حكومة علي العريض الجديدة اهتمام النقابيين في ساحة محمد علي فقد كان حجم التسريبات المعلنة خلال الايام الماضية أكثر من حجم المشاورات التي استغرقها تشكيل الحكومة التي أنتجت تجربة «الترويكا» من جديد. ولم ينجح علي العريض في جلب الاهتمام لحكومته حيث حافظت على الكثير من الأسماء القديمة في حين لم تكن الأسماء الجديدة ملفتة للانتباه وفي حجم الانتظارات. لكن هناك في فترة مشاورات الحكومة من تساءل عن دور الاتحاد وعن صوته وقد كان الاتحاد العام التونسي للشغل واضحا ومسؤولا حين أعلن أنه غير معني بالحكومة وبالأسماء التي سيعلن عنها وأنه يقف على نفس المسافة من كل الأحزاب وأن ما يعنيه هو نجاح الانتقال الديمقراطي.
حوار
وفي كل الاحوال فإن الاتحاد العام التونسي للشغل بعد تشكيل الحكومة الجديدة القديمة سيطرح ملفات التفاوض من جديد وسيتمسك بحلها وسيكون الوزراء خاصة الجدد منهم أمام ملفات القطاعات والنقابات وهي في أغلبها ملفات قديمة عجزت الحكومة السابقة عن حلّها وسببت توتّرا بين وزراء وهياكل نقابية عديدة لكن الاتحاد وقيادته ستدخل الآن وبعد تشكيل الحكومة الجديدة في تفعيل مبادرة الحوار الوطني بدعم كبير ومساندة مطلقة من مكوّنات المجتمع المدني القوية والفاعلة وكل أحزاب المعارضة وشخصيات سياسية مستقلة صارت الآن ترى في مبادرة الحوار التي أطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل المخرج الوحيد للخروج من أزمة المرحلة الانتقالية ذلك ان مبادرة الحوار التي أطلقها الاتحاد وقاطعتها حركة النهضة الحاكمة وحليفها حزب المؤتمر هدفها الوصول بالحوار والتوافق الى وضع رزنامة للاستحقاقات السياسية القادمة والإعلان عن موعد الانتخابات القادمة وتكوين الهيئة العليا للانتخابات وإنهاء كتابة الدستور.
سقف ومطالب
لقد أعلن الأمين العام حسين العباسي مرات عديدة أن الاتحاد العام التونسي للشغل غير معني بالسلطة وبالحكم وأن مبادرة الحوار التي قدمها لا تعوض المجلس التأسيسي لكنه معني بالشأن العام ومعني بمطالبة الحكومة الجديدة بضرورة انقاذ البلاد من العنف وتحقيق التنمية في الجهات الداخلية المحرومة وتحقيق أهداف الثورة التي كان الاتحاد حاضنا لها.
والاتحاد العام التونسي للشغل لن يتنازل عن مطلبه بحل رابطات حماية الثورة التي اتهمها اتهاما مباشرا بالتورط في عمليات الاعتداء والعنف التي تعرض لها الاتحاد وكان آخرها بمناسبة إحياء ذكرى اغتيال الزعيم النقابي والوطني المؤسس فرحات حشاد.
وسيكون هذا الملف أخطر ملفات الاتحاد على مكتب رئيس الحكومة علي العريض خاصة أن مطلب حل رابطات حماية الثورة صار مطلب كل قوى المعارضة الى جانب حزب التكتل حليف حركة النهضة الحاكمة.
ربما سيكون صعبا على حكومة علي العريض كسب ثقة كل الأطراف لكن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل ستكون قادرة على جمع الأحزاب ومكوّنات المجتمع المدني تحت عنوان واحد ومن أجل هدف واحد.