انتهج حاتم الطرابلسي أسلوبا خاصا في التحليل الفني يقوم على الجرأة والصراحة وذكر الأشياء بمسمياتها وهو ما جعله عرضة للتهديدات والمتاعب حتى من أقرب الناس اليه. لن نبالغ اذا قلنا ان حاتم الطرابلسي مثل أحد أشهر اللاعبين العرب والأفارقة في العشرية الماضية بما أنه لعب أكثر من 140 مباراة مع بطل أوروبا في أربع مناسبات أجاكس أمستردام الذي تقمّص ألوانه أساطير الكرة العالمية مثل «كرويف» و«ماركو فان باستن».. كما نال حاتم الطرابلسي شرف اللعب في الدوري الانقليزي وذلك بأزياء مانشستر سيتي..
هذا فضلا عن تتويجه بكأس افريقيا للأمم مع «نسور قرطاج» في 2004 واحرازه أكثر من لقب مع النادي الصفاقسي.. وذلك قبل أن يقتحم عالم التحليل الفني ويفرض اسمه بقوة بدليل أنه يتولى الآن مهمة تحليل مقابلات الدوري الانقليزي في احدى القنوات الاماراتية المعروفة.
«الشروق» تمكّنت من الاتصال بحاتم الطرابلسي لاستفساره عن عدة مواضيع أهمها سعي بعض الأطراف الى مقاضاته كما هو الحال بالنسبة الى ادارة فريقه الأم النادي الصفاقسي على خلفية تصريحاته النارية تجاه فريق عاصمة الجنوب وقد كان لنا معه الحوار التالي:
في البداية كيف تابعت الأحداث التي رافقت مباراة النادي الصفاقسي ضد «الستيدة» في ملعب شننّي؟
لقد حزّ في نفسي كثيرا أن تتحول مجرد مباراة في كرة القدم الى صراع مداره الجهويات التي كنا نظن أننا تخلّصنا منها منذ عدة عقود ولا أعرف متى تدرك أنديتنا أن الهزيمة لا يعني نهاية العالم ولا أعلم متى تتقبل بعض فرقنا مسألة النزول الى الأقسام السفلى بكل روح رياضية اذ لا أظن أن أنديتنا أفضل من الفرق الأوروبية العملاقة التي سبق لها النزول الى الدرجة الثانية على غرار ما حدث مع «جوفنتس» وأحمّل مسؤولية ما حدث للرابطة «المحترفة» والجامعة لأنه كان ينبغي التعامل بصرامة مع مثل هذه التجاوزات اذ كان لا بدّ من هزم الملعب القابسي ليكون هذا القرار درسا لبقية الفرق الأخرى وأظن أن اعادة هذه المباراة يعكس الديبلوماسية التي اتبعتها الرابطة تجاه النادي الصفاقسي والملعب القابسي حيث أنها بحثت عن ارضاء الطرفين عوضا عن تطبيق القانون أما بالنسبة الى المكتب الجامعي فأؤكد أنه ليس بامكانه النهوض بالكرة التونسية طالما أنه متخوف من ردّة فعل الأندية تجاه القرارات الردعية التي ينبغي أحيانا اتخاذها لايقاف هذه المهازل.
ألا تعتقد أنك محظوظ بحكم أنك التحقت باحدى القنوات الاماراتية بعيدا عن جحيم ما يحدث حاليا في الكرة التونسية؟
في البداية لا أنكر أن قناة «حنبعل» فتحت أمامي الأبواب على مصراعيها للسير بخطى ثابتة في مجال التحليل الفني وأعتقد أن تجربتي الحالية في الامارات كانت مختلفة لأن فئة من الجماهير الرياضية وكذلك بعض اللاعبين والمدربين في تونس يرفضون الى حد الآن النقد بدليل ما تعرضت اليه أثناء مشاركة منتخبنا الوطني في «كان» جنوب افريقيا حيث وصلتني العديد من التهديدات لأنني قلت بصراحة موقفي من بعض الأسماء.
واجهت عدة متاعب بسبب تصريحاتك حتى أن مسؤولي النادي الصفاقسي هددوا بمقاضاتك فما تعليقك على ذلك؟
شخصيا تعودت على الحديث بكل صراحة سواء تعلق الأمر بفريقي الأم وعائلتي النادي الصفاقسي أو أي فريق آخر وكنت أنتظر من مسؤولي ال«سي آس آس» الانشغال بايجاد الحلول الضرورية لتخليص النادي من أزمته المالية وقيادته لاحراز الألقاب عوضا عن تهديدي بالقضاء اذ أنني لا أعرف حسان شعبان الذي بدأ لتوه تجربة التسيير الرياضي وأريد أن أطرح مجرد سؤال على ادارة الفريق وهو أين اختفت أموال النادي من صفقة التفريط في اللاعب الموريتاني «دومينيك داسيلفا»؟ وأستغرب كيف وفر سليم الرياحي أموالا طائلة من أجل بناء فريق عتيد بإمكانه إعادة الافريقي الى مكانه الطبيعي وكذلك شراء ملعب خاص بالنادي في الوقت الذي يعجز فيه النادي الصفاقسي عن الظفر بخدمات لاعب من الطراز الرفيع؟ أؤكد أن النادي الصفاقسي بحوزته عدة شخصيات رياضية معروفة قادرة على توفير مبالغ مالية ضخمة على غرار المنصف السلامي وجمال العارم وصلاح الدين الزحاف.. وغيرهم كما أؤكد أن المدرب الهولندي «كرول» من طينة الكبار ولكنه في حاجة الى لاعبين من الطراز الرفيع حتى يجعل من النادي الصفاقسي أحد أفضل الفرق في تونس وافريقيا وعموما أشير أنني أرحب بكل قضية قد يرفعها ضدّي مسؤولو فريقي الأم طالما أنها ستخدم مصلحة النادي الصفاقسي!
وما حكمك على العمل الذي قام به رئيس النادي لطفي عبد الناظر الى حدود هذه اللحظة؟
أؤكد أنه لابد من توحيد الجهود لأن عبد الناظر لن يستطيع فعل أي شيء بمفرده. وأدعو أبناء الفريق الى ترك التصريحات وتبادل الاتهامات في وسائل الاعلام والاهتمام بمستقبل النادي.
وماذا عن مستقبل الفريق الوطني مع نبيل معلول الذي أشرف في السابق على تدربيك في المنتخب عندما كان مساعدا لروجي لومار؟
أتمنى أن لا ينساق معلول وراء الانتماءات الضيقة وأن يعوّل على اللاعب الأجدر بتقمص أزياء المنتخب الوطني لنضع حدا للظلم الصارخ الذي عانى منه بعض اللاعبين الأمرين على غرار وسام يحيى الذي شعر بالقهر لأن المدرب السابق للمنتخب الوطني سامي الطرابلسي وهو أحد أصدقائي هضم حقه في اللعب في التشكيلة الأساسية للفريق في نهائيات كأس افريقيا للأمم.
بحكم أنك كنت أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير الأيمن من هو العنصر الأفضل ليشغل هذه الخطة الآن مع المنتخب؟
أظن أن معلول لديه عدّة خيارات على مستوى الجهة اليمنى وتتمثل حسب اعتقادي في امكانية التعويل على سامح الدربالي أو رامي البدوي أو ايهاب المباركي وأظن أن الدربالي الأجدر في الوقت الراهن للظهور في تشكيلة المنتخب وذلك رغم الأخطاء التي يقوم بها من حين الى آخر على المستوى التكتيكي، مع العلم أن عودة كريم حقي الى الفريق ستكون مفيدة لأن دفاعنا في حاجة الى لاعب يتمتع بخبرة كبيرة.