فلاح شاب شيبته الفلاحة وهو في عز الشباب انطلق مؤخرا في زراعة عباد الشمس المعروف عند مزارعيها ب «الطايعة» وبالقلوب «السودة» عند «الحماصة» وعند زبائنهم من المولعين بتقشير القلوب قتلا للوقت مع سابقية الاضمار والترصد يا «بوقلب». آه لو كنا نعرف من أين تؤكل القلوب السوداء في هذا الزمن «البولدوغ» الذي تخلى فيه كل من سوّد وجهه عن الدعوى أنه فحّام وسود قلبه وادعى أنه زعيم ثوري يتمتع بكل خصال ثيران الكريدا.
جاءني هذا الفلاح الشاب بعد ما شاب، وتخلى عن زراعة الحبوب وعوضها بزراعة «القلوب السودة» وبعدما تأكد أنه لم يبق في الفلاحة قطاع مربح الا «القلوب السودة» وفي ما عداها فهو مرارة وخسارة في خسارة والعلم عند ا& ووزارة التجارة وإن كانت آخر من يعلم وأول من يغض الطرف.
جاءني بعدما تجنست البطاطا تركية واسبانية وتجنس العلوش رومانيا والحليب لتوانيا. ولم يبق إلا «دار الخلا تبيع اللفت» معجونا لأسنان الجياع وصابون لغسيل الأيادي من «وسخ الدنيا».
وما على المستهلك الا أن يمضمض فمه ويغسل يديه، جاءني بعدما كبّل القرض الأرض وأصبحت التربة في الغربة تتسوّل يدا عاملة تعينها على مخاضها للنغمة والخير والبركة جاءني يضحك ملء شدقيه فعرفت أن «كثّر الهم يضحك» فاستقبلته بضحكة أعرض تسبقة على الحساب الهمّي. وقلت هات ما في جرابك من «القلوب السودة» قال انتدبت مجموعة من العملة الفلاحين من النساء ورجلين «كبرانين» لبذر عباد الشمس فامتنعوا عن الشروع في البذر قلت هل كان رفضهم رفضا للتعامل مع نبتة كافرة مشركة تعبد الشمس؟ قال كلا، قلت هل يرفضون دفن القلوب السوداء تحت التراب؟ قال كلا، قلت هل يطلبون الزيادة في الأجر أو الترسيم أو التغطية الاجتماعية من فلاح عريان، ككل الفلاحين الصغار صغر الدستور الصغير؟ قال لا هذا ولاذاك وانما طلبوا أن «يتهرملوا» و«يشيخوا» (نسبة الى هرلام شيك) فكان لهم ذلك ورقصوا على قرع صهريج الماء ومحراث الجرار وهم يغنون «اتهرلم شيخ». اتهرلم شيخ...
وسيّب ماك على البطيخ كيخ كيخ كيخ كيخ
هوما جُونا مالشرعية، ونحن جينا مالمريخ، يخرب بيتك يا تاريخ».