احتفالا بأربعينية الشهيد شكري بلعيد تنتظم اليوم مسيرة وطنية تشارك فيها كافة مكوّنات المجتمع المدني بمن في ذلك النقابيون الذين اعتبروها مناسبة للوحدة والتوحيد بين كل التونسيين ضد العنف بكل أشكاله. جنازة وطنية وحّدت التونسيين لتشييع جثمان الشهيد شكري بلعيد وها انهم يتوحدون اليوم بمناسبة أربعينيته في مسيرة وطنية تنطلق من مقبرة الجلاز في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة تحضرها أغلب الوجوه السياسية والثقافية والفنية وكذلك النقابية، حيث اعتبر نورالدين الشمنقي الكاتب العام للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الأساسي أنها فرصة أخرى لتأكيد الوحدة الوطنية والائتلاف لكل التونسيين حول تحقيق أهداف الثورة وأهمها الوحدة ضد العنف بكل أشكاله وقال إن أربعينية اغتيال شكري بلعيد هي فرصة أخرى لتأكيد مدى رمزية الشهيد باعتباره كان أحد السياسيين الجريئين والفاعلين في التصدي للعنف وفي العمل مع القوى الديمقراطية والتقدمية من أجل بناء تونس مدنية وديمقراطية واجتماعية مشيرا الى أن النقابين باتحاد الشغل متفاعلون ايجابا بالقيم التي استشهد من أجلها بلعيد.
وقال نور الدين الشمنقي ان ذكرى اغتيال شكري بلعيد ستمثل محطة مهمة للضغط على الحكومة القديمة الجديدة من أجل الكشف عن الجهة التي دبّرت عملية الاغتيال خاصة أن رئيس الحكومة كان وزيرا للداخلية وبالتالي يتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية في ما حدث وهي أهم رسالة يمكن لهذه الحكومة المؤقتة ان تطمئن بها الشارع التونسي بالكشف عن قاتل بلعيد وتفكيك كل الشفرات لهذه الجريمة السياسية البشعة التي لم تكن عادية لا في شكلها ولا في توقيتها كما انها سابقة في تاريخ تونس الحديثة مما شكل أزمة ثقة حقيقية بين الحاكم والمحكوم وما على السلطة الا ان تبعث برسائل قوية لإعادة ثقة التونسيين في مؤسسات الدولة لأن مفهوم الدولة الحديثة أصبح مستهدفا من خلال أشكال السلطات الموازية التي صرنا نسمع بها في بعض المجالات.
وحدة وطنية
وأوضح الشمنقي ان اربعينية شكري بلعيد يجب ان تكون مناسبة للوحدة الوطنية بين جميع التونسيين والتونسيات حول قيم الحداثة والمدنية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمحافظة على النسيج المجتمعي ونمط حياة التونسيين.
الموقف ذاته عبّر عنه سمير الشفي الأمين العام المساعد المسؤول عن المرأة والشباب العامل والجمعيات بالاتحاد العام التونسي للشغل مؤكدا ان أربعينية شكري بلعيد فرصة لكل الوطنيين الشرفاء للوقوف في وجه ظاهرة العنف في مجتمعنا والتأكيد على أن المجتمع التونسي يرفض هذا الاسلوب في حسم الخلافات بين مختلف القوى السياسية. كما انها فرصة لتجديد تضامن النقابين وكل الأحرار في تونس مع العائلة الصغيرة والموسعة للشهيد.
ضدّ العنف
وأضاف سمير الشفي أن مسيرة اليوم جاءت لإبراز وحدة المجتمع بكل فئاته وانتماءاته السياسية والاجتماعية والفكرية للتصدي للعنف والارهاب المنظم والممنهج وقال «نأمل أن تكون هذه الوقفة رسالة قوية الى من يعتقدون أن الترهيب يمكن أن يخيف الناس ويردعهم عن مبادئهم ونضالاتهم». وأشار الأمين العام المساعد الى أن اتحاد الشغل الذي يقف منذ تأسيسه ضد كل مظاهر القمع والاستبداد موقفه واضح تجاه هذه الظاهرة والحوار الوطني الذي دعا إليه يمكن أن يكون إطارا جامعا لإيجاد الحلول الملائمة التي تنسجم مع خصوصية وخطورة المرحلة وتؤمّن البلاد وأهداف الثورة من كل الانزلاقات التي يمكن أن تكون خطيرة على استقلال البلاد في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
مؤتمر وطني
خروج التونسيين اليوم قال عنه سمير الشفي إنه فرصة كذلك كذلك ليتجمّعوا عبر منظماتهم وجمعياتهم وأحزابهم لإنجاز مؤتمر وطني لمناهضة العنف يتمخض عنه ميثاق وطني يتحدّد بموجبه جملة من المبادئ والالتزامات التي من شأنها أن تبعد شبح هذا الغول المخيف والمهدّد للتجربة الديمقراطية.
نتائج التحقيق
الحبيب قيزة الأمين العام للجامعة العامة التونسية للشغل صرّح أن مسيرة اليوم هي رسالة ضمنية للحكومة للكشف عن نتائج التحقيقات ضد عمليات العنف التي استفحلت بشكل كبير بداية بأحداث 9 أفريل ثم الهجمات المتكرّرة التي استهدفت منظمة الاتحاد العام التونسي للشغل وآخرها اغتيال الشهيد شكري بلعيد. وقال إن الجامعة العامة التونسية للشغل طرحت خارطة طريق واضحة ركزت خلالها على جملة من أولويات الشعب التونسي ومن بينها نتائج التحقيق في أعمال العنف محمّلا المسؤولية للحكومة وأعضاء المجلس التأسيسي.
سيظلّ حيّا
أما حسن الكنزاري الأمين العام المساعد باتحاد عمال تونس فقد صرّح أن الشهيد شكري بلعيد سيظلّ حيّا في قلوب كل التونسيين الذين أحبّوه حيّا وسيبقون كذلك وهو ميّتا.
وأكد الكنزاري رفضه لكل أشكال العنف مهما كان مصدرها مطالبا بضرورة الكشف عن ملابسات هذه الجريمة النكراء ومحاسبة كل من يقف وراء عملية الاغتيال من منفذ لها ومموّل ومشجّع ومقترح وغيرهم.