شهدت مدينة بنغازي الليبية الليلة قبل الماضية مظاهرة حاشدة طالب فيها المشاركون بالخصوص بالعودة الى دستور 1951 أي دستور «المملكة الليبية المتحدة» الذي وحد برقة وطرابلس وفزان. ووصفت المصادر الرسمية الليبية المشاركين في المظاهرة ب«أنصار النظام الفيدرالي»الذين كانوا بالعشرات أوالمئات وقد طالبوا بعودة العمل بدستور الاستقلال، الذي صدر في عام 1951، وتطبيق «الشريعة الإسلامية».
وقال عدد من المشاركين في المظاهرة التي طالبت أيضا باستعادة المؤسسات والهيئات التي نقلها نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، من المدينة الواقعة شرقي ليبيا، إلى العاصمة طرابلس، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الليبية «وال»، إن «المظاهرة جاءت لتجديد المطالبة بعودة العمل بالدستور الشرعي، والذي يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح»، بحسب قولهم. وينص دستور 1951 في مقدمته على التالي «نحن ممثلي شعب ليبيا من برقة وطرابلس الغرب وفزّان المجتمعين بمدينة طرابلس فمدينة بنغازي في جمعية وطنية تأسيسية بإرادة الله بعد الاتفاق وعقد العزم على تأليف اتحاد بيننا تحت تاج الملك محمد إدريس المهدي السنوسي الذي بايعه الشعب الليبي ونادت به هذه الجمعية الوطنية التأسيسية ملكا دستوريا على ليبيا وعلى تكوين دولة ديمقراطية مستقلة ذات سيادة تؤمن الوحدة القومية وتصون الطمأنينة الداخلية وتهيئ وسائل الدفاع المشتركة وتكفل إقامة العدالة وتضمن مبادئ الحرية والمساواة والإخاء وترعى الرقي الاقتصادي والاجتماعي والخير العام. وبعد الاتكال على الله مالك الملك، وضعنا وقررنا هذا الدستور للمملكة الليبية المتحدة».
وأشار بعض المتظاهرين إلى أنهم نادوا بهذه المطالب أكثر من مرة، دون أن يروا أية استجابة من السلطات الانتقالية المتعاقبة، بشأن توزيع السلطات والصلاحيات على مختلف المناطق الليبية، و«عدم السعي بشكل جدي لتفتيت المركزية المقيتة، التي عانت ولا تزال تعاني منها مناطق عديدة في مختلف ربوع ليبيا.» وانضم عدد من الشباب للمظاهرة، التي جرت خلال الليل، رافعين أعلاما سوداء وبيضاء، مكتوب عليها عبارة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية، ل«حماية المجتمع الليبي من الظواهر السلبية الدخيلة، التي قد تؤدي إلى التفكك والتفسخ»، بحسب ما نقلت الوكالة الليبية .
وفي طرابلس، شارك العشرات في «وقفة احتجاجية»، ضمن ما أطلق عليها «جمعة العزل السياسي»، للمطالبة بإصدار قانون العزل السياسي، في أسرع وقت، لإقصاء مسؤولين سابقين في النظام البائد، أوممن يسمونهم «أزلام القذافي «عن المشاركة في الحياة السياسية في ليبيا.