النتيجة التي استقرّ عليها لقاء النجم وضيفه فريق المبتكرين المالي عشية أمس اعتبرها البعض غير كافية للمرور للدور الموالي من تصفيات كأس الاتحاد الافريقي بالنظر الى المردود العام للفريق الذي لم يستوعب دروس الماضي وسقط في الاستسهال. النجم حقق أمس الانتصار وهو أمر طيب، لكن مثل هذه المواجهات تحسب بالأهداف المقبولة والمدفوعة، وتتطلب حسابا خاصا لمباراة الإياب.
أداء ثقيل
قبل انطلاق المباراة وبالاستناد الي تصريحات اللاعبين وإطارهم الفني كنا ننتظر أداء سريعا ومباشرا لزعزعة أركان الفريق المالي لكن في آخر الأمر لم نر شيئا من نجم كان عازما على تحقيق نتيجة مريحة وحسم ورقة الترشح للدور الموالي منذ لقاء الذهاب.. نعرف أن فترة الفراغ الذي يمرّ بها الفريق طالت أكثر من اللزوم ولكن وأمام منافس أقل ما يقال فيه أنه متواضع عجز خط هجوم النجم على ترجمة الفرص العديدة الى أهداف كانت في المتناول بسبب تثاقل تحرّكات اللاعبين والمهاجمين على وجه التحديد في غياب التركيز قرب المرمى.
ضربة جزاء قاسية
خلال الشوط الأول كان الجميع على موعد مع سيناريو تكرّر كثيرا في السنوات الأخيرة على ميدان الملعب الأولمبي بسوسة والمتمثل أساسا في قبول النجم لهدف ضد مجرى اللعب. فمع مطلع الدقيقة 34 أعلن الحكم الايفواري عن ضربة جزاء لفائدة الزائرين بحجة أن الكرة لمست يد علية البريقي ليتولى حاميد وسينايوكو تحويلها الى هدف وأسبقية في النتيجة (0 1).
الانفراج
كان على الضغط الذي فرضه النجم طيلة العشر دقائق الاولى من الفترة الثانية ان يولد الامل ومع مطلع الدقيقة 54 نجح لسعد الجزيري في التوغل داخل منطقة عمليات المنافس لتتم عرقلته ويعلن الحكم الايفواري دون تردد عن ضربة جزاء نفذها مصعب ساسي بنجاح معدلا النتيجة (1/1).
البدوي يعطي الأسبقية
بمرور الدقائق واصل النجم سيطرته الميدانية لتتحول المباراة الى هجوم ضد الدفاع وفي غياب النجاعة المطلوبة كان لابد من ضخ دماء جديدة فكان ان قام المدرب لافاني بإقحام أشانتي أورياه ودرامي ميكايلو مكان أيمن بلعيد ولسعد الجزيري في نفس الوقت وهو ما كان له الأثر الايجابي حيث تتالت المحاولات والمخالفات وعلى اثر ركنية نفذها مصعب ساسي وصلت الكرة أمام رامي البدوي الذي غالط الحارس المالي وأعطى الاسبقية في النتيجة (2/1) في الدقيقة 76.
دخول الشك
عدم نجاح النجم في تجسيم الفرص العديدة في الشوط الثاني كان له الأثر السلبي على مردود اللاعبين في أواخر اللقاء فلاح التسرع في البناء الهجومي وأصبح هاجس الخوف من قبول هدف التعادل مسيطرا على عقول اللاعبين وهو ما فوّت عليهم فرصة تسجيل هدف الأمان، لتنتهي المقابلة على نتيجة بمثابة الانتصار للفريق المالي فيما تبقى حظوظ النجم في الترشح للدور المقبل معلقة على عدة استفهامات تؤكد ان نجم تونس فقد الكثير من هيبته.
مراقب اللقاء: أحمد بن سكران (الجزائر) قالوا عن المباراة دنيس لافاني (مدرب النجم الساحلي) شوط أول دون المأمول رغم السيطرة الميدانية. قبلنا خلاله هدفا لكن في الشوط الثاني تحسن أداؤنا ونجحنا في تسجيل هدفين في وقت ممتاز الا ان غياب التركيز حرمنا من تعميق النتيجة التي تتيح لنا للتحول الى باماكو مرتاحي البال.. لابدّ من استخلاص العبرة من هذه المقابلة من خلال معالجة عديد النقاط قصد العودة بالترشح. بايي با (مدرب المبتكرون المالي) خلافا لما اعتقده البعض لم نأت الى سوسة من أجل العودة بأخف الاضرار بل من أجل الفوز أو التعادل بدليل اننا نجحنا في ما خططنا له في الشوط الاول... وأمام تراجعنا في الفترة الثانية للمحافظة على الاسبقية قبلنا هدفين ومع ذلك أنا على يقين من ان الترشح سيكون في الاياب من نصيبنا.