التهمة الخيانة الموصوفة واستعمال عضو مجلس إدارة ما له من سلطة في غايات يعلم انها مخالفة لمصالح الشركة لبلوغ مآرب شخصية والمشاركة في ذلك طبق الفصلين 32 و297 من المجلة الجزائية والفصل 223 من مجلة الشركات التجارية. والمتهم بلحسن الطرابلسي صهر الرئيس السابق. قضية أخرى من مجموع قضايا الفساد المنشورة أمام القضاء التونسي ضد عائلة «الطرابلسية». انطلقت الأبحاث في قضية الحال اثر شكاية جزائية تقدم بها الممثل القانوني لشركة الدراسات والتنفيذ السياحي لنزل لايكو بالحمامات الجنوبية. والذي كان معروفا باسم نزل كارطاقو. وطالب بتتبع المشتكى به من أجل جريمة التحيل واستغلال سلطة للاستئثار بمكاسب الشركة دون وجه حق.
أصل القضية
كان بلحسن الطرابلسي يشغل خطة الرئيس المدير العام لشركة الدراسات والتنفيذ السياحي كومارت المالكة لنزل لايكو بالحمامات الجنوبية بجميع ما اشتمل عليه من وحدات. وقد عمد المتهم بوصفه الممثل القانوني للشركة المذكورة إلى التفويت بالبيع في أربع شقق لنفسه بصفته الشخصية وذلك بثمن قدره 600 الف دينار وهو مبلغ لا يمثل القيمة الحقيقية للمبيع فضلا على أنه لم يقم بتنزيله بحسابات الشركة. مع العلم أن الشقق موضوع القضية هي شقق فاخرة وبها نفس ديكور وتجهيزات غرف النزل..
وتبين في ما بعد أن المتهم لم يعلم الممثل القانوني للشركة الشاكية بهذه الوضعية بل سلم له النزل وطلب منه امهاله في تسليم الشقق الأربع إلى ما بعد انتهاء صيف 2008 لكنه لم يف بوعده ولم يتسن جبره على ذلك بالنظر إلى علاقة المصاهرة مع الرئيس السابق. اثر الثورة فوجئ الممثل القانوني للشركة بحلول اعوان الجيش الوطني واعلموه بأن تلك الشقق على ملك بلحسن الطرابلسي. وتم تأمين ممثلها القانوني عليها وهو الأمر الذي كانت تجهله الشركة المشترية عند عملية الشراء ومن بعدها تكفلت الإدارة الفرعية للأبحاث الاقتصادية والمالية بالبحث.
العقوبة
تنص جريمة الفصل 297 على أنه يعاقب بالسجن مدة ثلاث سنوات وبخطية مالية قدرها 240 دينارا كل من يختلس أو يتلف أو يحاول أن يختلس أو يتلف سندات أو نقودا أو سلعا أو وصولات أو غيرها من الكتاتيب المتضمنة لالتزام أو إبراء أو القاضية بهما لم تسلم له إلا على وجه الكراء أو الوديعة أو الوكالة أو الإعارة... واستعمالها في أمر معين قاصدا بذلك الاضرار باربابها أو المتصرفين فيها. ويكون العقاب بالسجن مدة 10 سنوات اذا كان الجاني وكيلا أو مستخدما أو أجيرا لصاحب الشيء المختلس. أما جريمة المشاركة المنصوص عليها بالفصل 32 فقد عرفت الشريك وهو الشخص الذي ارشد لارتكاب الجريمة أو تسبب فيها بعطايا أو وعود أو تجاوز السلطة أو النفوذ أو الخزعبلات أو الحيل.
يشار إلى أن المتهم بلحسن الطرابلسي محال بحالة فرار و صادرة في حقه بطاقة جلب دولية. كما سبق وأن صدرت ضده أحكام قضائية بالسجن وخطايا مالية في قضايا مصرفية و ديوانية وهو محل تتبع جزائي في قضايا أخرى.