نظّمت أمس بشارع الحبيب بورقيبة 6 أحزاب و12 جمعية وقفة مساندة للرئيس السوري بشار الأسد تدعو من خلالها حكومة علي العريض للعدول عن قرار قطع العلاقات الديبلوماسية مع الجانب السوري ووقف نزيف إرسال الشباب التونسي الى الموت في الحرب السورية.. رفعت خلال المسيرة التي انطلقت على الساعة الحادية عشرة صباحا من أمام وزارة السياحة في اتجاه المسرح البلدي بالعاصمة أعلام سوريا وتونس وعدة شعارات وصور لبشار الأسد منها «الجهاد في أرض فلسطين وليس في سوريا» و«لا للزجّ بأبنائنا في التآمر على سوريا»... و«الشعب يريد ارجاع السفير».
«الشروق» تحدثت الى عدد من منظمي هذه المسيرة التي ستعبقها تحرّكات أخرى في الجهات لتوعية الشباب التونسي بضرورة التخلي عن فكرة ما يعرف بالجهاد في سوريا. ومن بين هؤلاء رشيد العبيدي عضو في «التنسيقية الشعبية لنصرة سوريا» الذي يقول: «نظمنا هذه المسيرة قصد ارجاع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا وتوعية الشعب التونسي الى عدم الانسياق وراء الجمعيات المشبوهة التي تقف وراءها حركات وهابية وأخرى صهيونية تهدف الى ارسال شباب مقاتل الى سوريا مقابل 5 آلاف دولار».
وأضاف «يتم التغرير بالشباب دون علم عائلاتهم ليزجّوا بهم في مؤامرة ضد سوريا وشعبها بل مؤامرة ضد الأمة العربية قصد تفتيتها وقد انطلقت بالعراق وليبيا والآن سوريا». سألنا مصدرنا عن عدد الشباب التونسي الذي سافر للقتال في سوريا فذكر أنه بالآلاف واتهم بعض المساجد في الأحياء الشعبية بتعبئة الشباب وتوجيهه نحو الجهاد وتقوم التنسيقية حاليا بإعداد دراسة كاملة حسب شهادات العائدين من الحرب بسوريا ستتطرق للجهات المسؤولة عن هذه الظاهرة. وعن وضعية السوريين الذين قدموا الى تونس خلال هذه الحرب المستمرة في سوريا.
مشروع صهيوني
من جهته ذكر عبد القادر كردون رئيس فرع صفاقس لجمعية «تونس لأجل القدسوفلسطين» أن ما يجري في سوريا هو مشروع صهيوني ضد الأمة العربية بأكملها وجاءت هذه المسيرة لمساندة صمود سوريا أمام هذا المخطط والتصدّي للجمعيات المشبوهة التي تعمل في تونس لارسال الشباب الى الحرب في سوريا ولا ترسلهم الى الجهاد في فلسطين ويرى أن هذه الجمعيات المشبوهة مدعومة من حكومة النهضة ومن جهات أجنبية لضرب سوريا واحداث خارطة جديدة للوطن العربي أو «سياس بيكو2». وطالب الحكومة بتحمّل مسؤولياتها وارجاع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا.
سوريون يتحدّثون
خلال المسيرة رصدنا عددا من الأشقاء السوريين المقيمين في تونس من بينهم نهلة طالب تقول «شاركت في المسيرة حتى يعرف الرأي العام التونسي أن ما يجري في بلدي هو هدم لواحدة من أعرق الحضارات العربية فقد تم قتل العلماء ونهب السوريين وقتل الطلبة واغتصاب الفتيات والنساء... وأنبه الشباب التونسي الذي ذهب للجهاد في سوريا أنهم ذهبوا للموت مقابل حصول الجهات التي أرسلتهم على 20 ألف دولار عن كل شاب». وأضافت «من يريد الجهاد عليه أن يتجه الى فلسطين...». كذلك محمد خير زيتون (سوري مقيم بتونس منذ 2003) يرى أن الشباب التونسي عليه أن لا يكون ضحية لتخطيط اقليمي أجنبي يهدف الي تدمير الحضارة السورية. ويأمل محدّثنا أن يتم ارجاع العلاقات الديبلوماسية بين تونس وسوريا واجهاض المخطط الهادف الى إعادة صياغة الخارطة العربية.
سألنا محدّثنا عن وجود نيّة للسوريين في تونس لتوحيد جهودهم ضمن جمعيات أو منظمات لحماية الفئات الهشة الوافدين حديثا فأجاب بأنه قريبا يتم الاعلان عن اتحاد لتبادل الأراء بين السوريين في تونس.