بإقامته تمثالا للزعيم الحبيب بورقيبة في ساحة أصبحت تخلّد اسمه بالدائرة السابعة للعاصمة الفرنسية، أثبت السيد برتران دولانواي أنه من طينة السياسيين الكبار الذين لا يتنكّرون لصداقاتهم ولا يحيدون عن مبادئهم ولا يجحدون الحق قولا وفعلا. ففي الوقت الذي يقع فيه نسيان أو تناسي فضل «المجاهد الأكبر» على هذا الوطن ومواطنيه يُعيده السيد دولانواي الى الاذهان ويرفع مقامه درجات عُلى ذاكرة سكان باريس وزوارها ويثبّت صورته كقائد فذّ حرّر تونس من ربقة الاستعمار وأعاد للمواطن كرامته وعزّته وبنى الدولة الحديثة وأعطى للمرأة حقوقا لم تعرفها امرأة عربية أخرى الى اليوم.
وهذا التبجيل لئن أتى من مسؤول فرنسي بمستوى رئيس بلدية باريس فهو يرفع في الوقت ذاته من قيمة التبجيل ومن صاحبه الذي ولد وعاش في بلادنا وعرف معدن رجالها فعرّف به. برتران دولانواي جدير أن يرفع له التونسيون تمثالا في قلوبهم.