يقع حي عين الخضراء على مرتفع يطل على مدينة القصرين المركزية لا طرق توصل اليه غير بعض المسالك غير المعبدة وتوفر بهذا الحي مرفق عمومي وحيد ألا وهو المدرسة الابتدائية . هذا ويضيق دخان معمل الحلفاء وعجين الورق على السكان عيشهم جراء الدخان ورغم تلوث المكان والخصاصة والفقر وانعدام البنية التحتية والمواطن التشغيلية يتمسك سكانه ويتحدون واقعهم التعيس والبائس ويناشدون حكومة ما بعد الثورة تمكينهم من استرجاع كرامة التهمتها اشباح تجاهل وتجاوز العهود السابقة. «الشروق» زارت هذا الحي الممتد، المشهد بدا محزنا وقد نهشت الخصاصة ما تبقى لمتساكنيه من كرامة عيش يدفعهم الى عدم الاستسلام مهما كلفهم الامر فالمساكن خربة اغلبها متداع للسقوط الأنهج غير مهيأة ورغم موقعه في قلب المدينة تقريبا يشعر زائريه ان برامج التنمية لم تشمله على الاطلاق وقد يفسر مشهد الحرمان اندفاع متساكنيه وحسب اقوالهم نحو التمرد والعصيان ورفض مواصلة الرضوخ لأشكال التجاوز والنسيان ابان ثورة الكرامة ثورتهم.كما ان التوغل في أنهجه يكشف بدوره عن معاناة بل صراع مع الحياة وعائلات تستغيث فلا مساكن لائقة تأويها ولا مرافق عمومية تحتضنها بل تسير متثاقلة الخطى ترقب حصاد ثورة يوزع خيرها على الجميع وخاصة أمثالهم. عائلات حي الظلام تناشد المسؤولين التدخل فلقد اختار اغلب سكان عين الخضراء تسميته بحي الظلام بل شاعت هذه التسمية في كامل انحاء مدينة القصرين المركزية واضحت معلومة لدى الجميع فهل ستزيح مشاريع التدخل الحكومي عتمة هذا الظلام؟ عائلات تحت خط الفقر السيد رضا خضراوي عاطل عن العمل له ستة ابناء يزاولون تعليمهم زوجته هي الاخرى عاطلة عن العمل لا يتمتع بأي تغطية اجتماعية لم يتلق اي مساعدة او اعانة يناشد اصحاب القرار مساعدته على تحسين مسكنه المفتقر حتى الى الابواب،السيدة دليلة مولاهي ايضا دفعتها الظروف الصعبة الى كراء منزل بالحي رغم انها تملك وزوجها قطعة ارض بنفس الحي صغيرة المساحة ولكنها عاجزة تماما عن تشييد ولو غرفة عليها فزوجها عاطل عن العمل يعاني مرضا مزمنا منعه من ممارسة اي نشاط قد يعيل به عائلته وخاصة ابناءه الذين يدرسون بمدرسة الحي الابتدائية وقد ذكرت الزوجة انها اصبحت عاجزة حتى عن توفير لقمة العيش لصغارها اضف الى ذلك معاليم دراستهم والكراء والماء والنور الكهربائي .. لذلك نتوجه الى المسؤولين بالجهة بغية انقاذ عائلتها ومساعدتها في اطار برنامج تحسين المساكن كنا اعلمت ان زوجها تقدم بملف الى السلط المسؤولة بعد الثورة وهي ترقب التدخل .اما السيدة سمية فقراوي زوجها عاطل عمن العمل تقطن وصغارها الثلاثة غرفة وحيدة تفتقر الى النور الكهربائي والماء الصالح للشرب تطلب ادراج منزلها ضمن برنامج تحسين المساكن وتسوية وضعيتها المهنية بترسيمها ضمن الحضائر القارة وبذلك يمكنها مساعدة صغارها وزوجها وانتشالهم من حيان الفقر والخصاصة . السيدة حدى ميساوي ذكرت ان المرشدة الاجتماعية اتصلت بها في اطار برنامج تحسين المساكن وكان ذلك منذ ما يزيد عن الشهرين وهي تنتظر التدخل العاجل خاصة وان زوجها عاطل عن العمل وعائلتها وفيرة العدد تعيش الخصاصة والحرمان. نريد مرافق للاطفال والشباب السكان يقترحون مشهدا جديدا لحيهم حيث ذكروا ان الحي بأكمله في حاجة ماسة للتهيئة الكاملة وقد اقترح البعض منهم تسمية الانهج بأسماء شهداء الثورة تخليدا لذكراهم واقامة دور خاصة بالأطفال واخرى للشباب وبعث مستوصف والتشجيع على بعث بعض المشاريع الصغرى التي من شأنها ان تستقطب اليد العاملة كما بينوا ان مطالبهم تستحق الادراج ضمن المشاريع الحكومية وانهم يتفهمون وضعية البلاد امام براكين المطلبية المتجددة ويتطلع سكان هذا الحي الى افق ارحب يزيل عنهم ظلام مخيم همش بكل المقاييس حي لا يملك من اسمه «عين الخضراء» غير عطش وتعطش اي خير ثورة قد تجسد النور الذي ينشر في جميع اركانه فيشعر سكانه ان ربيع ثورة الكرامة تتكرم عليهم بفيض نعم طالما حرموا منها .