بأي ذنب تغتصب الطفولة في رياض الأطفال؟ هذا السؤال يطرح نفسه أمام تعدد الانتهاكات والتجاوزات صلب هذه المؤسسات. أكد عبد الجليل الظاهري رئيس مرصد «إيلاف» لحماية المستهلك أنه تم رصد 13 حالة اغتصاب في رياض الأطفال وهناك عدد من العائلات تكتمت على الموضوع مضيفا انه اتصل بمسؤولي وزارة المرأة وأعلمهم بخطورة هذه الاحصائيات ولكنهم لم يتجاوبوا معه هذا بالاضافة الى حملة التشويه التي قامت بها الوزيرة سهام بادي في حقه لذلك هو يحملها المسؤولية كاملة في هذه الحوادث التي يتعرض لها الأطفال.
كما أضاف عبد الجليل الظاهري انه قدّم رسميا شكوى بوزيرة المرأة سهام بادي لمنظمة اليونيسيف وللمفوضية السامية لحقوق الانسان لصمتها على الانتهاكات الجسدية التي تحصل لأطفال تونس مؤكدا ان هناك عددا من رياض الأطفال غير المرخصة تمتهن بيع الخمر وتحصل داخلها تجاوزات خطيرة ولا أخلاقية حيث يبلغ عددها تقريبا 2500 مؤسسة بلا كراس شروط ولا ترخيص قانوني وسلطة الاشراف قابعة في مكانها لا تتخذ أية اجراءات صارمة في حقهم.
تجاوزات بالجملة
قال محدثنا إن المرصد الوطني «إيلاف» لحماية المستهلك من المنظمات الأولى التي نادت بضرورة تقييم جودة الخدمات برياض الأطفال وقد كان ذلك بمناسبة اصدار التقييم الثانوي للخدمات داخل هذه المؤسسات وقد لاحظنا وجود عديد السلبيات داخلها على غرار انتصاب عدد من هذه الرياض دون ان يكون لها اي سند قانوني ولم تخضع لكراس الشروط.
وحسب المعطيات التي وصلتنا فعددها كما حددتها آنفا تبلغ 2500 مؤسسة. كما انتقد «الظاهري» عدم تعامل هذه المؤسسات غير القانونية مع الأطفال على أساس مناهج تربوية وبيداغوجية حيث تقوم بجمع الأطفال في نفس القاعة دون اجراء الفصل بينهم حسب السن وعدم وجود شروط صحية داخلها وحتى أنها لا تقوم باجراء تحاليل مخبرية للأعوان الذين يشرفون على الأطفال ويقدّمون لهم وجبات يتم اعدادها في أواني «ألمنيوم» تتسبب في مرض السرطان ولاحظنا ان هذه الرياض تنمو فيها الأمراض على غرار الجرب والحصبة والالتهاب في الجهاز التناسلي وقد أعلمنا الجهات المسؤولة عن هذه المشاكل ولكن كالعادة لم نجد آذانا صاغية ولا مختصين حاولوا علاج هذا الملف الخطير.
اغتصاب الجسد والفكر
قالت نبيهة التليلي رئيسة الغرفة الوطنية لرياض الأطفال إن الطفل داخل عدد من هذه المؤسسات يتعرض لاغتصاب الجسد والعقل حيث تم تسجيل حالة اعتداء بالفاحشة في احدى هذه الرياض بولاية أريانة وغيرها ونجد نوعا آخر لا يقل خطورة عن الاغتصاب وهو انتشار الرياض القرآنية التي تغتصب الفكر وتعلّم أبناءنا الكره والحقد على غرار كلمة «موتوا بغيظكم» التي انتشرت مؤخرا فعوض ان نبني جيلا متسامحا تأتي بعض التيارات المتشددة لتسمم أفكارهم. وانتقدت رئيسة الغرفة تصريحات وزيرة المرأة فيما يتعلق بعملية الاغتصاب التي تعرضت لها الطفلة «عزيزة» داخل روضة أطفال بجهة المرسى قائلة في هذا السياق «الوزيرة غلطوها كالعادة» مطالبة بضرورة توخي الحذر في مثل هذه الحالات الحساسة كما وجهت نداء الى العائلات بضرورة التثبت من رياض الأطفال التي يصطحبون إليها أطفالهم».