انتقاله من مؤسس لحركة مستقلة إلى عضو بحزب «حركة نداء تونس»، رأيه في واقع المشهد السياسي التونسي ومسائل أخرى كانت محاور حوار جمع «الشروق» بالدكتور خالد النابلي. اللقاء عكس موضوعية الرجل وعمق رؤيته للواقع وهذه التفاصيل:
من مؤسس لحركة مستقلة قبل الانتخابات إلى الانخراط في حزب «حركة نداء تونس» كيف تفسر ذلك؟
هو قرار أملاه الظرف الراهن الذي يستوجب منا المساهمة في جمع مختلف القوى الديمقراطية خدمة لوطننا لا غير وهو نفس الدافع الذي جعلنا نؤسس قائمة مستقلة قبل الانتخابات رغم أنني لم أمارس السياسة من قبل.
لماذا حسب تقديرك لم تنجح القائمات المستقلة في الانتخابات كما كان منتظرا من طرف أصحابها على الأقل؟
هذا يرجع لعدم الخبرة وفي غياب تقييم موضوعي للفترة التي تلت الثورة وكنا إلى آخر لحظة ننتظر فوز القائمات المستقلة ولكن حصل عكس ما كنا نتوقعه وحتى ما كان يتوقعه الخبراء مما جعلنا نتيقن أن التشتت لا يؤدي إلى نتيجة مما استوجب توحيد الجهود وهو ما حدث بعد الانتخابات.
ولماذا كان الاختيار على حزب «حركة نداء تونس» دون حزب آخر؟
لم تكن لي نية في ممارسة أي نشاط سياسي ولكن بمرور الوقت وبتطور الأحداث أصبح الانخراط في العمل السياسي واجبا وأعتقد أن حزب حركة نداء تونس يتماشى وتوجهاتي الفكرية وقناعاتي فهو حزب وسطي يتناسب وهذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تستوجب جمع كل الطاقات من جميع الاتجاهات والانتماءات السياسية وخاصة في ظل حضور أحزاب متطرفة كان لابد من إحداث توازن على الأقل بين حزبين قويين من أجل انتقال ديمقراطي سليم، فحزب حركة النهضة لا يشك أحد في أنه حزب الأغلبية ووجوده مهم ولكن مهما كان اسم الحزب لا بد من وجود توازن تفعيلا لمبادئ الديمقراطية فلا مجال اليوم للحزب الواحد.
كيف تقرأ التغيير الحكومي الأخير؟
لا أعتقد في هذه الفترة أن هناك من يعمل ضد مصالح بلاده ولكن لا يعنى ذلك إلغاء الفشل فهناك ظروف تساعد المسؤول على النجاح كما تساهم في فشله وبالتالي لا بد من وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب بما تقتضيه ظروف المرحلة فليس هناك إنسان صالح لكل زمان ومكان المهم مصلحة البلاد بعيدا عن عقلية الولاءات وبالاعتماد على الكفاءات وتحديد تواريخ لأهم المحطات السياسية وتشكيل مختلف الهيئات حتى تُزال كل ضبابية.
نلاحظ أن أغلب الانتقادات مسلطة على الأشخاص هل تعتبر أن الإشكال يكمن في الأسماء أم في البرامج؟
الوضع صعب جدا فالعديد رفضوا المغامرة وتسلم المسؤوليات في مثل هذه الظروف فهناك كفاءات لا تريد إثارة عداءات وأحزاب رفضت المشاركة لعدم الموافقة على شروطها فالحل الأمثل يكمن في التعيين على أساس الكفاءة مع توفير ضمانات للمرور إلى المرحلة القادمة بكل شفافية وفي كنف التوافق مع توفر إرادة حقيقية لمعالجة مختلف النقائص.
العديد كانوا يتوقعون انخراطك في حزب المبادرة مثل العديد من رجال الأعمال بحكم دوافع جهوية؟
لا أشاطرك هذا الرأي فرجال الأعمال اليوم جلهم معطلون ينتظرون تسهيلات لتسيير أعمالهم وهم مثل كل المواطنين يهمهم استقرار الأوضاع والحرص على خدمة بلادهم فهناك مشاكل جوهرية يمكن معالجتها والنشاط السياسي لا يخضع للأشخاص ولا للجهات بقدر ما هو مرتبط بالتوجهات والأفكار والبرامج ورجال الأعمال ليسوا حكرا على رجل سياسي دون آخر ولكن هناك أوضاع تؤثر فيهم.
بصفتك رئيس الغرفة النقابية للمصحات الخاصة ماذا عن مسألة ديون الجرحى الليبيين؟
لا تزال المفاوضات جارية وقد وعدنا مؤخرا السيد وزير الصحة الليبي بدفع 50٪ من الديون المتخلدة والتي تبلغ 80 مليارا تخص 40 مصحة منها ملياران بالنسبة الى مصحتي الخاصة وقد وعدونا بالقيام بعملية مراجعة وتحيين ولكن للأسف لم يقوموا بها منذ سنتين والآن في ظل حكومتهم الجديدة هناك وعود جديدة نتمنى تفعيلها.