تعتبر القصة القصيرة جدا من الأنماط الأدبية المستحدثة في الوطن العربي وقد بدأت تشهد رواجا في المشهد الثقافي العربي وأقبل عليها الكتّاب من كل الأنماط الأدبية المحاذية لها مثل القصاصين والشعراء.. ويشتد ازدهارها خاصة في المغرب الشقيق من ذلك أن جمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون التي يترأسها أحد أهم نقّاد ومنظّري القصة القصيرة جدا الدكتور جميل حمداوي ومؤسس المهرجان العربي للقصة القصيرة جدا التي انتهت منذ أيام قليلة فعاليات دورتها الثانية أيام 15/16/ 17 في مدينة الناظور. في مدينة الناظور المغربية التي أصبحت عاصمة للقصة القصيرة جدا وقِبلة كتّابها نظمت جمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون الدورة الثانية تحت شعار «أسئلة الابداع وآفاق التجريب» مع اهداء الدورة الى القاصّة سميّة البوغافرية.. انطلق اللقاء بالاعلان عن مسابقات في القصة القصيرة جدا على مستوى الوطن العربي فاز بها القاص الشاب توفيق بوشري وتمثلت جائزته في طبع كتابه الأول بعنوان «صفر درهم» على حساب المهرجان وقد تم تقديمه اليه مباشرة بتصفيق شديد من الحضور ونفس الجائزة فازت بها على المستوى الوطني القاصة الشابة حياة بلعربي وتحصلت على كتابها الأول مطبوعا بعنوان «ترميم قلب» اضافة الى جوائز أخرى تشجيعية على المستوى المحلّي فئة تلاميذ الثانوي وطلبة الجامعة وطلبة المعهد الاسباني (لوبي دي فيقا). بعد ذلك تم تكريم مجموعة من الكتّاب والنقاد المهتمين بالقصة القصيرة جدا من المغرب وخارجه ابتداء بالمحتفى بها
سمية البوغافرية ويوسف حطيني ومصطفى لغتيري وحسن علي البطران وميمون حرش وعبد الله المتقي والحسن الموساوي ومحمدرمصيص وعلي أزحاف (اعلامي)، بوعرفة أبدول (فنان تشكيلي). انقسمت فعاليات هذا المهرجان العربي الكبير بين قسم علمي اهتم بالمقاربات التنظيرية والنقدية وقسم آخر تمثّل في قراءات لمجموعة من القصص القصيرة جدا من طرف أصحابها ..
المقاربات العلمية كانت تنقسم الى قسمين منها التنظيري الذي يبحث في بنية القصة القصيرة جدا وخصوصياتها من ذلك مداخلة الدكتور عبد الرحيم مودن وعنوانها «نحو مقاربة نظرية للقصة القصيرة جدا» ومداخلة محمد يحي القاسمي بعنوان «القصة القصيرة جدا وفوضوية التجنيس». ومن المقاربات العلمية التي اهتمت بالقصة القصيرة جدا من خلال تجربة مشهد ثقافي معين لبلاد مثل ما قدمه الدكتور نجيب العوفي الذي قدم مداخلة بعنوان «شعرية القصة القصيرة جدا بالمغرب» ومداخلة الدكتورة سعاد مسكين بعنوان «دينامية القصة القصيرة جدا في المغرب» ومن المقاربات التنظيرية من اهتم بتجربة قاص بعينه من ذلك مداخلة الدكتور نور الدين الفيلالي بعنوان «العتبات في القصة القصيرة جدا في السعودية : علي حسن بطران نموذجا». وأيضا منهم من انفتح على الفضاء العالمي مثل مداخلة عيسى الدودي «القصة القصيرة جدا في اسبانيا».
القراءات القصصية توزّعت على جلسات عديدة جمعت بين كتّاب القصة القصيرة جدا من المغرب والبلدان العربية فقرأ محمد الغربي عمران (من اليمن ) جمعة الفاخري (من ليبيا) علي حسن البطران ومنيرة الازيمع (من السعودية) حسن القبقجي (من سوريا) ويوسف حطّيني وجلاء عطاء الله (من فلسطين) فاطمة بن محمود (من تونس).. ومن المغرب قرأ العديد من بينهم السعدية باحدّة ومحمد العتروس وعبد الله المتقي واسماعيل البويحياوي وحسن برطال وعبد الجبار خمران والطاهر لكنيزيووفاء الحمري وادريس الواغيش ومصطفى الكليتي وغيرهم الكثير .
ومن خصوصية هذه الدورة انها انفتحت على أنماط ابداعية أخرى من ذلك الفنون التشكيلية باقامة معرض للفنان التشكيلي بوعرفة أبدور الى جانب معرض كتب ومسامرات أدبية شعرية أثثها كل من محمد علي الربّاوي واسماعيل زويرق وقاسم لوباي .. وأهمّ ما اختتمت به فعاليات هذا المهرجان الاعلان عن رابطة عربية لكتّاب القصة القصيرة جدا تم انتخاب أعضائها من مختلف البلدان العربية وضبط البرنامج العام لها.