جان دورميسون هو عضو الاكاديمية الفرنسية التي يتم وصف أعضائها الاربعين ب «الخالدين» وهو أحد أشهر الكتّاب الفرنسيين المعاصرين شهرة ومن أكثرهم موهبة وعطاء حيث كتب الرواية والدراسة والنقد الادبي. كان جان دورميسون قد قال عندما أصدر كتابه الماضي، ما قبل هذا الكتاب، قد أعلن بأنه لن ينشر بعد ذلك أي عمل، وإذ به يطالع القرّاء بهذا العمل الجديد الذي يمثل في الواقع رحلة شخصية في كنوز الشعر الفرنسي وحيث يقدم الكاتب الكبير قراءات لما بقي في ذهنه من أشعار ونصوص اعتبرها بمثابة ذاكرته الحية أو الزاد الذي وجد باستمرار فيه معينا لا ينضب. إن أي إنسان هو كما يراه جان دورميسون ما يخبئه في قلبه وما لا يستطيع أحد أن ينتزعه منه... وهو يكتب هنا من هذا القلب... وعن هذا القلب... لغة القلب التي هي بالضرورة كما يرى لغة الشعر، وهو يؤكد بأن ذاكرته إنما هي منسوجة أصلا من مجموعة الاشعار التي لايزال يرددها منذ طفولته الاولى... ولايزال يرددها أيضا طيلة ساعات اليقظة وحتى بدايات الاغفاءة... بل وربما أحيانا في الاحلام... ثم ان للقلب أسبابه التي لا يمكن للعقل نفسه أن يفهمها، وعنوان هذا الكتاب نفسه «وأنت يا قلبي... لماذا تخفق» إنما هو مأخوذ من مقطع شعري للشاعر الكبير بولينير يقول فيه: وأنت يا قلبي لماذا تخفق مثل حارس متوجس كئيب؟ إنني أرقب الليل والموت وما يجده القارئ في هذا الكتاب هو نسيج مما هو صادر عن القلوب فهنا كلمة لبوسويه وهناك بيت من الشعر للويس أراغون أو لشاتوبريان أو ألفريد دوموسيه أو بول فاليري... وبكل الحالات حيثما يوجد القلب يوجد «الكنز» أيضا وبكل الاحوال يأتي هذا كله كنتاج لما يعرفه المؤلف «جان دورميسون» أو كان يعرفه على الاقل... ومن هنا جاءت هذه المقتطفات الشعرية والادبية لا شبيه لها لانها لا تخضع لاي منطق سوى تذكر كاتبها لها بعيدا عن أي تأريخ أو تبويب. ولكنها ورغم «ذاتيتها» تشكل نوعا من استعراض تاريخ الادب الفرنسي منذ «جان مونتين» وحتى اليوم ومرورا بأعلام مثل جان جاك روسو أو بليز باسكال أو غوستان فلوبير أو غيرهم. ولهؤلاء جميعا يخفق قلب «جون دورميسون». الكتاب: وأنت يا قلبي... لماذا تخفق تأليف: جون دورميسون الناشر: روبير لافون باريس 2003 الصفحات: 426 صفحة من القطع المتوسط