أعادت البروفسير سُرَيا بن يوسف الزواوي رئيسة قسم أمراض القلب بمستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى توسّع وانتشار أمراض الشرايين التاجية للقلب الى ما أضحى عليه الطب التونسي من تطور وساهم في الكشف عن عوارض هذا المرض على الوجه الأمثل. فقديما لم يكن المرض معلوما وقد ساهم وعي التونسي في إسراعه بعرض نفسه على المتخصّصين عند أول الاحساسات بالمرض بما أدّى الى الوقوف عند ملامح هذا المرض الذي لا يعتبر حديثا على المجتمع التونسي ثمّ رسم جملة المضاعفات الناجمة عنه والتي كانت في السابق تؤدي الى الوفاة. وأكدت البروفسير سُرَيا أن أمراض الشرايين التاجية تمثل 25 من جملة أمراض القلب التي يعاينها المختصون في مختلف جهات البلاد، وأضافت المتحدثة أنه بفضل ما توفر للاختصاص من امكانيات بشرية ومادية فقد ارتفعت نسبة نجاح العلاج داخل المستشفيات والمصحات التونسية والتي تبلغ الآن 95 في حين كانت في السابق لا تتجاوز في أفضل الحالات ال 50. وأشارت البروفسير سُريا الى أن كل الحالات المرضية المتصلة بالقلب أصبحت تعالج في تونس في حين كان في السابق يتم ارسال 75 منها للتداوي في الخارج وأفادت المتحدثة أن نسبة قليلة من المرضى من صغار السن والرضع ما تزال تتم معالجتهم في الخارج نظرا لأنهم يستحقون آلات طبية غير متوفرة حاليا في بلادنا. تكوين واستفادة من جهته أشار السيد محمد رشيد بوجناح رئيس الجمعية التونسية لأمراض القلب والأوعية الدموية الى أن تنظيم مؤتمر وطني سنوي حول هذا الاختصاص الطبي الهام يأتي في اطار مزيد اتاحة الفرص للأطباء التونسيين وخاصة منهم من هم في طور التخصص بالاضافة الى اقامة علاقات مع الأطباء البارزين في العالم من أمثال D. Blandhard وJ. Puel وJ. Petit وS. Lafutte . وأضاف المتحدث أن المؤتمر في دورته الحالية سيشهد تقديم 196 بحثا في كل المجالات المتصلة بأمراض القلب ما بين تدخل شفوي ومعلقات بالاضافة الى 8 محاضرات و4 ملتقيات ترعاها الجمعية ومخابر تصنيع الأدوية. وفي اجابته عن سؤال ل «الشروق» حول مدى تواجد الاختصاص في مناطق الجمهورية أكد السيد بوجناح أن كل المستشفيات الجامعية تتوفر على هذا الاختصاص وقال : «يوجد حاليا 250 طبيبا مختصا و50 طبيبا مقيما في طور التخصص موزعين على كامل البلاد». وأضاف : «إن واقع طب القلب وجراحة الشرايين في تونس متطور جدا بفضل ما توفّر له من امكانيات وخاصة الأربع آلات التي تمّ اقتناؤها مؤخرا والمخصّصة ل «القصطرة» وهي تعتبر من أفضل وأحدث ما هو موجود حاليا في العالم لتصوير الشرايين التاجية بالاضافة الى المعدات المخصصة لتخطيط القلب بالصّدى.. «ما هو موجود لدينا يضاهي ما هو موجود في كبريات الدول في العالم..». وقاية وطمأن السيد بوجناح المواطنين بأن كل أمراض القلب تداوى في تونس وبنجاح ملمّحا الى ايلاء البعد الوقائي أهمية متزايدة وخاصة في ما له صلة ب «تصلب الشرايين» ومن أساليب الوقاية التي ذكرها المتحدث الاقلاع عن التدخين ومداواة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتنقيص من تناول الدهنيات والابتعاد عن «النرفزة» وممارسة رياضة المشي بصفة مستمرة. ويعتبر المتحدث أن الوقاية من أمراض القلب هي أفضل ألف مرة من العلاج لأن المريض ب «القلب» يمكنه أن يعالج نفسه بالعوامل الوقائية المشار إليها قبل الخضوع للعلاجات الطبية الدوائية منها والجراحية. وكانت البروفسير سُريا بن يوسف الزواوي قد أشارت الى أن أمراض القلب وتصلّب الشرايين يمكن أن تصيب كل المواطنين على اختلاف شرائحهم وأعمارهم فهو ليس مرض فئة أو طبقة معينة كما يعتقد البعض وألمحت الى أن الوعي الاضافي بخطورة المرضى ومضاعفاته أول الطريق لمزيد محاصرته والتقليل من مخلفاته.