بالرغم من أن شهر فيفري شارف على نهايته الا ان موسم جني الزيتون لم يستكمل بعد، فهل إن تأجيل موسم الجني يعود الى قلة اليد العاملة أم هل هو بسبب وفرة الانتاج؟ واذا كان الامر كذلك، لماذا ارتفع سعر الزيت ارتفاعا مفاجئا خلال هذا الأسبوع. قبل الاجابة عن هذه الأسئلة لابد من الاشارة الى ان تقديرات المصالح الفلاحية المختصة تفيد ان صابة الزيتون لهذا العام قد تبلغ 200 ألف طن من الزيت وهو ما يفوق المعدل السنوي المقدر ب140 ألف طن. صابة هامة وتعزى أهمية الصابة الحالية الى وفرة كميات الامطار المسجلة في السنتين الاخيرتين بكامل البلاد والتي شملت مناطق الساحل والجنوب موطن الزيتونة، فصفاقس مثلا والتي تقدر عدد الزياتين بها ب ملايين أصل موزعة على 55 ألف هكتار وتحقق سنويا 35 بالمائة من معدل الانتاج الوطني، قد يفوق الانتاج فيها هذا العام ال350 ألف طن من الزيتون. ضخامة الصابة بصفاقس وبغيرها من المناطق التونسية المنتجة للزيتون اصطدمت بقلة اليد العاملة وهو ما سيجعل موسم جني الزيتون يمتد الى غاية شهر أفريل المقبل حسب توقعات مدير معهد الزيتونة الدكتور الطيب جردق. ويؤكد محدثنا ان النقص الحاصل في اليد العاملة خلال هذا العام بصفاقس هو نقص طفيف ولا يستوجب تدخل الجيش الوطني لتدارك الوضع كما حصل في احدى السنوات الماضية لما جاءت الصابة هامة. وبالرغم من أهمية الصابة مقارنة بالسنوات الفارطة الا ان سعر الزيت ارتفع خلال هذا الاسبوع بشكل مفاجئ، فبعد ان بيع زيت الزيتون بدينارين و500 أو600 مليم خلال بداية الموسم، قفز في أواسط موسم الجني الى3 دنانير ثم بلغ مع بداية هذا الاسبوع 3 دنانير و200 مليم. نجاعة في التصدير ارتفاع سعر الزيت فسره نائب رئيس الغرفة الوطنية لمصدري الزيت والعضو النشيط بالغرفة الصناعية والتجارية بصفاقس السيد عبد العزيز المخلوفي بالحوافز والامتيازات المشجعة التي أقرتها سياسة الدولة في السنوات الاخيرة للدفع بحركة التصدير، ونظرا للسمعة المتميزة التي تحظى بها تونس عالميا فقد أمكن للخواص الى حد هذا الاسبوع تصدير أكثر من 50 ألف طن من زيت الزيتون الذي يتميز بجودته العالية. ويؤكد رجل الاعمال السيد عبد العزيز المخلوفي ان هذه النسبة التي قد تبلغ 60 ألف طن خلال الايام القليلة المقبلة يتم ترويجها خارج الحدود مع 55 ألف طن هي التزامات ديوان الزيت مع السوق الأوروبية المشتركة يضاف اليها 20 ألف طن تقريبا هي الآن بين يدي الخواص ربما في انتظار ترويجها في أسواق عالمية جديدة. وبلغة الارقام وبعد أن اقتنت بعض العائلات التونسية حاجياتها السنوية من الزيت وبخصم الكميات المصدرة قد لا تبقى من زيوتنا المحلية الا 40 ألف طن وهي الكمية التي من المنتظر ان يتم ترويجها داخليا وهو ما يؤكد مدى نجاعة سياسة التصدير التي انتهجتها البلاد التونسية حسب المصدر السيد عبد العزيز المخلوفي الذي لا يستبعد ان يسجل زيت الزيتون في الاسواق الداخلية ارتفاعا جديدا خلال الأيام القليلة المقبلة.