مع بداية شهر مارس وبمناسبة فصل الربيع ستشهد القرى والمدن التونسية طيلة ثلاثة أشهر ماراطونا من الملتقيات الأدبية الشعرية خاصة. هذه الملتقيات التي أصبحت تميز فصل الربيع منذ سنوات تتوزع بين أغلب القرى والمدن ونذكر على سبيل الذكر الملتقى الوطني لنوادي الابداع بالقيروان وهو مولود جديد يضاف الى سلسلة الملتقيات الأدبية كما نجد خلال شهر مارس ملتقيات أخرى مثل ملتقى الابداع الأدبي بزغوان وخيمة علي بن غذاهم للشعر بجدليان وملتقى ابن منظور للأدباء الشبان بقفصة وربيع بوسالم والمهرجان الوطني للشعر بالمتلوي وملتقى محمد البقلوطي بصفاقس ومهرجان الشعر بالصخيرة... الخ. ولكن الملاحظ في هذه الملتقيات هو غياب التنسيق اذ كثيرا ما تتزامن الملتقيات وتتكرر فيها نفس الأسماء وحتى محاور الندوات النقدية التي تكاد تكون لمجرد تسجيل الحضور إذ أن أغلب الدراسات التي تقدم فيها لا تنشر فيما بعد وهناك من الجامعيين من يقدم مداخلات شفوية يخجل من نشرها فيما بعد لأنه كتبها لضمان «الكاشيه» ليس أكثر. وهذا التزامن في تنظيم الملتقيات الثقافية أفقدها الكثير من النجاعة والجدوى اذ أن هذه الحركية الثقافية لم تسهم فعليا في تحريك سواكن الحياة الثقافية بقدر ما فتحت الباب لفوضى ثقافية نتيجة انعدام المقاييس فهل تفكر وزارة الثقافة والشباب والترفيه في بعث هيكل تنسيقي بين هذه الملتقيات؟