من غريب ما أضحى يميز اختبارات التلاميذ في المعاهد الثانوية والمدارس الاعدادية أنها أضحت تنجز وتعد في الهواء الطلق وبشكل علني وأمام أنظار الملإ من الناس العامة منهم والخاصة (!) فقد أدّت بي الحاجة مؤخرا الى ارتياد بعض محلات رقن النصوص المنتشرة في ثنايا أغلب الأنهج والممرات وهالني ما شاهدت على الرفوف وفوق الطاولات وعبر شاشات أجهزة الكمبيوتر، فروضا واختبارات في كل المواد... رياضيات... فيزياء... لغات! ولم يكن من حائل أمامي ولا أمام غيري من «المتطفلين» إلا استراقة النظر الى المضامين وفحوى الفروض والاختبارات «المكشوفة!» وربما لن يوجد حائل أو مانع على الاطلاق حتى يحصل من شاء على نسخ كاملة من هذه المطبوعات العلنية... وربما «بأخس» الأثمان (!) إن ظاهرة اعداد المدرسين للاختبارات بهذا الشكل العلني من المسائل التي تهز كيان منظومتنا التربوية وتمس جوهر عملية التقييم لجهود التلاميذ ومعرفة مدى تقبلهم للدروس فماذا لو راجعت الوزارة المعنية والادارات الجهوية للتعليم كيفية اعداد الاختبارات وانجاز «نصوص الامتحانات» حتى تتم في «السرية» المطلوبة وتجري طي الكتمان داخل أسوار مؤسساتنا التربوية حتى تضمن اختبارا حقيقيا و»عادلا» وصحيحا لجميع تلامذتنا... تماما كما كان يجري اعداد الفروض والتمارين في السابق في احدى القاعات المظلمة والنائية في احد اركان المعهد البعيدة عن كل الايدي و»العيون»... الخفية عن كل الأبصار المتطفلة السارقة الطامحة الى صيد في «المياه المتجمدة الحارقة»! ان رقن نصوص الامتحانات وطبعها وتجهيزها لمواعيد انجازها هي مهمة ادارات المعاهد والمدارس من أجل ضمان حسن سير العملية التربوية في واحد من أهم جوانبها ألا وهو جانب التقييم والاختبار: أساس معرفة مردودية النظام العلمي والتربوي.