بصوت مغصوص وعين زخّاخة قالت: يا سعفايا لا العذراء عادتها ولا المسيح لها تراءى لا ماء في الكهف لا ماء فقط رائحة الموت... تنبعث من جثة صغيرتها ترفض ان تتوارى فالبعل مأسور والبيت مصعوق والعفش والزرع والشاة يالصدمة ما دهاها *** يسوع أيها الشاهد على مأساتها وبلواها يا من كنت هنا تحي الموتى وتشفي الجذام أجر ثاكلا تشوّت رئتاها شاط قلبها وانتفخت من الولولة لوزتاها لم تك تعلم ان حينا آخر سيفقدها نماها فالابن راح يدرس لنيل شهادة وعلى محفة جاء بالشهادة القدسية جاء كل شيء لديها في ومضة عين تلاشى *** لا ماء في الكهف لا ماء لا العذراء عادتها ولا المسيح أنجدها وواساها أين منها حليلا كانت بحبّة تتماهى أين منها طفلة ترقّبت زفّتها وهناها أين بيتا كان مخدعها ومأواها وذاك الحقل الذي أهابها دوما خبزها وريّاها أين منها غضارة كانت بها تتباهى *** أيتها الجلجلة ملعونة أنت وملعون ثراك ولا الله بلّ مثواك ان لم ترجمي بصخورك اللاهوتية يهوذا المفسد والسفاك وتزلزلي من تحت أقدامه الارض وتضرمي نارا وتنزلي عليه أشدّ دهاك وبذا تقيمين الحدّ وتصتنصرين لمعطوبة في حماك *** أيتها المجدلية بحزنك المعتق الابدي لملمي حزنها الطارئ وعلى لسانها اطلقي زغرودة وعلى قلبها بثيّ بردا وسلاما واستبدلي صابها شهدا ورضابا ثبيها على قدر زفراتها برّا وسلوانا وابسطي على جراحها جناحيك وأطردي ما هان وراع أعيدي لها الفرحة وارسمي على شفتيها البسمة والامل المصان وضعي على جبينها فلاّ وغارا وأحكمي قيافاتها بما يوافق أمومتها بما يضيف لها حياء ووقارا غدا يشرف فجر الخلّص من أبناء فلسطين ويشعّ انبهارا وتشاد صروح المجدوضّاءة وتحضن أهلها الديار ونأتي لنغني سويا ملاحم البطولة والبطولة والانتصار